١٥ مارس ٢٠٠٦

عن صفر الجامعات و صفر المونديال

هـزل في مقـام الجـد
فهمى هويدى-الاهرام 14/3/2006
إذا أردت نموذجا مصريا صميما لتداخل الهزل مع الجد‏,‏ والوهم مع الحقيقة‏,‏ فستجد ضالتك في المناقشات المطولة التي أجراها مجلس الشوري في الأسبوع الماضي‏,‏ حول مشروع إنشاء هيئة لمراقبة جودة التعليم‏.‏ وهي الفكرة التي تثير دهشة المرء لأول وهلة‏,‏ باعتبار انه لم يعد في بر مصر تعليم يمكن تجويده‏!‏‏
(1)‏لم أجد غرابة في الفكرة من حيث المبدأ‏.‏ لكنني استغربت للغاية مناقشتها وأخذها علي محمل الجد‏,‏ ومن ثم تضييع وقت المجلس علي مدي ثلاثة أيام في الجدل حول تفصيلات القانون الذي تبناها‏.‏ ولست ألوم الذين أعدوا المشروع‏,‏ واجهدوا أنفسهم في صياغة مواده‏,‏ باعتبار أن لهم مصلحة في تسويق بضاعتهم‏,‏ لكني لا أستطيع أن اعفي من اللوم أولئك الذين لم يفطنوا إلي الهزل في الموضوع‏,‏ ولم يخطر علي بال أحدهم أن يستدرك قائلا‏:‏ أليس من المنطق أن نوفر التعليم في البلد أولا ثم نسعي إلي تحسينه وتجويده؟
إنني لا أتصور أن أعضاء المجلس لايعرفون أن ثمة كارثة تعليمية من العيار الثقيل في مصر‏,‏ لها عواقبها الوخيمة التي تتجاوز الحاضر‏,‏ وتهدد بإجهاض الآمال المعقودة علي المستقبل‏.‏ ولا أريد أن اصدق انهم يعرفون ولكن لايريدون أن يتكلموا حتي لاتفوح رائحة الفضيحة‏.‏ ذلك أن الملف لم يعد فيه سر‏,‏ والفضيحة جري إشهارها علي الملأ‏,‏ بعدما أخرجت التقارير الدولية الجامعات المصرية من قوائم المؤسسات التعليمية المعتبرة‏,‏ وبعدما أفاضت الصحف المصرية بمختلف توجهاتها في الكشف عن وقائع وشواهد الصورة المشينة للتعليم في كل مراحله‏.‏مفزع في الكارثة لا ريب أنها وقعت وأصبحت ماثلة بين أيدينا‏,‏ ولها صداها الموجع في كل بيت مصري‏,‏ ولكن الأكثر مدعاة للفزع والخوف هو درجة اللامبالاة التي تتعامل بها الجهات المعنية مع تجلياتها المختلفة‏,‏ وتلك الجهود التي تبذل من جانب البيروقراطية المصرية للتستر علي الكارثة والتهوين من شأنها‏.
‏‏(2)‏قبل أيام قليلة علي إرسال مشروع قانون هيئة جودة التعليم إلي مجلس الشوري في‏(2/27),‏ نشرت صفحة شباب وتعليم في جريدة الأهرام تعليقا لزميلنا لبيب السباعي‏,‏ وهو من الخبراء المختصين بالموضوع‏,‏ مس فيه بعضا من جوانب المشهد الذي نتحدث عنه‏,‏ الذي وصفه بأنه مصيبة سوداء‏.‏ وقال إنه توقع أن تقوم الدنيا ولاتقعد في مصر بعدما تلقت أنباء الصفر الأكاديمي دوليا وإفريقيا‏,‏ وفق تقارير دولية اختفت منها جامعات مصر بالكامل من قائمة أفضل‏500‏ جامعة في العالم‏,‏ وهي القائمة التي ضمت سبع جامعات إسرائيلية‏.‏ وبعدها بعام كامل جاءت قائمة أفضل مائة جامعة في إفريقيا‏,‏ لكي تحتل جامعة القاهرة العريقة المركز رقم‏28,‏ في حين تقدمت عليها جامعات أخري في تنزانيا وناميبيا وأوغندا وموزمبيق وموريشيوس‏!
‏ ـ وهي الدول التي كانت تحلم قبل سنوات بأن ترسل ابناءها النوابغ للدراسة الجامعية علي منح مجانية كانت تقدمها لهم مصر‏,‏ وفاء لدورها الريادي والطليعي في القارة‏.‏انتقد زميلنا بمرارة غياب أي صدي له قيمة لفاجعة تراجع الجامعات المصرية‏.‏ فلا الوزير المختص اهتز له جفن‏,‏ ولا المجلس الأعلي للجامعات تعامل بجدية مع النتيجة‏,‏ ولا الجامعات ذاتها تحركت‏,‏ ولا لجان مجلسي الشعب والشوري عنيت بتحري أسباب الكارثة وملابساتها‏.‏ وباستثناء بعض ردود الأفعال الفردية‏.‏ فان أحدا لم يبد مدركا لخطورة انهيار الجامعات وفقدانها رصيدها العلمي والتاريخي‏,‏ وتأثير ذلك علي حاضر مصر ومستقبلها‏.‏ وبلغت المرارة ذروتها في إشارة لبيب السباعي إلي أن رد الفعل في مصر إزاء صفر المونديال‏(‏ حين استبعدت مصر ولم تحصل علي صوت واحد في الاقتراع علي استضافة المباريات‏)‏ كان أضعاف رد الفعل في صفر الجامعات‏(‏ في الأولي انهال اللوم علي جهاز الرياضة وأحيل بعض المسئولين إلي التحقيق واستبعد الوزير من تشكيل الوزارة‏,‏ في حين لم يحدث شيء في فضيحة الجامعات‏).
‏نقل زميلنا في تعليقه رأيا موجعا لأستاذ جامعي في الطب من جيل الرواد‏,‏ ذكر فيه أن خريج الطب في مصر كان في السابق يحظي بالتقدير والاحترام في جامعات أوروبا وأمريكا‏,‏ لكنه في ظل التدهور الراهن اصبح يعاد امتحانه إذا ما تقدم للعمل بدول الخليج‏,‏ حتي إذا كان حاصلا علي درجة الماجستير‏.‏ وخلص الأستاذ إلي أن مستوي الجامعات المصرية تدني لدرجة هبطت به إلي ما تحت الصفر‏,‏ وأننا نحتاج إلي جهد يبذل لكي نصل إلي درجة الصفر‏(!).
‏بعد أن يغتم المرء من جراء هذا الكلام‏,‏ يعاجله زميلنا بلطمة أخري‏,‏ إذ يتحدث عن إعلان نشرته إحدي الصحف لأستاذ جامعي يتولي توريد الأبحاث العلمية اللازمة للراغبين في الحصول علي شهادات الماجستير والدكتوراه‏,‏ مشيرا إلي أنها ليست حالة فردية‏,‏ ولكنها ظاهرة عامة‏,‏ لأن هناك عديدا من المراكز التي أسسها أساتذة معروفون لتسويق أمثال تلك الأطروحات الجاهزة في كل التخصصات‏,(‏ نسبة غير قليلة منها تباع لأبناء الدول الخليجية‏).
‏‏(3)‏هذه القصة نشرها بريد الأهرام في‏(2005/6/16):‏ ظل ميكانيكي السيارات يتعامل مع زبونه أستاذ الجامعة بمنتهي التوقير والاحترام لعدة سنوات‏,‏ ولكنه انقلب عليه بمعدل‏180‏ درجة حين كبر أولاده والتحقوا بالكليات‏,‏ حيث تحول الاحترام إلي ازدراء‏,‏ بعدما أدرك الرجل حقيقة الفساد في الجامعات المصرية‏.‏ وهو ما اعتبره صاحب الرسالة‏(‏ الدكتور منصور عبدالرحمن‏,‏ الأستاذ بهندسة المنصورة‏)‏ تحولا مفهوما‏.‏ وعلق علي القصة قائلا‏:‏ إن الفساد يستشري يوما بعد يوم في جامعاتنا المصرية‏,‏ فبأي ماء وجه أو حياء نتحدث عن البحث العلمي والمستقبل؟
في الفم ماء كثير‏.‏ ذلك أن وقائع التدهور وشواهده تتجاوز كل ما يخطر علي البال‏.‏ حتي يغدو هذا الذي مررنا به مجرد نقطة في بحر‏.‏لا أريد أن أطلق الكلام بحيث اغمط حق نماذج في الجامعات لأساتذة شرفاء لايزالون قابضين علي الجمر‏,‏ لكن هؤلاء اصبحوا استثناء في الوقت الراهن‏,‏ فضلا عن انهم تحولوا إلي فئة غريبة ومنقرضة‏,‏ بعدما انقلبت الآية واصبح غيرهم هم الأصل والقاعدة‏.‏بعض هؤلاء الأساتذة القابضين علي الجمر لم يحتملوا هول ما يرون‏,‏ فلم يكفوا عن إنكاره والتحذير من مغبته في كل منبر ومحفل ومناسبة‏.‏ ولدي ملف حافل بكتابات نشرتها لهم الصحف والمجلات تستصرخ من يهمه الأمر لإنقاذ سفينة التعليم الغارقة‏.‏في مقدمة هؤلاء الدكاترة حامد عمار وسعيد إسماعيل ومحمد أبوالغار وكمال نجيب ورءوف عباس والشافعي بشير ورضوي عاشور ومصطفي كامل السيد‏..‏ وغيرهم‏.‏
ولأن المجال لايتسع لعرض التفاصيل الكارثية التي أوردوها في كتاباتهم‏,‏ فإنني سأكتفي باستعراض عناوين الفواجع التي استأثرت باهتمامهم‏,‏ ومنها علي سبيل المثال‏:‏ شيوع السرقات العلمية بين أعضاء هيئات التدريس ـ تراخي القيادات الجامعية في محاسبة المنحرفين ـ انتشار الدروس الخصوصية‏(‏ بعض المدرسين والأساتذة يستأجرون بيوتا لهذا الغرض‏)‏ ـ الاتجار بالكتب والملازم الدراسية ـ اعتماد الواسطة والمحسوبية في ترقيات اللجان العلمية ـ تدهور أوضاع المكتبات والمعامل ـ تدخل الجهات الأمنية في تعيينات عمداء الكليات وأعضاء هيئات التدريس‏,‏ الأمر الذي أدي إلي تغول دور الأجهزة داخل الجامعات‏(‏ للعلم‏:‏ منذ سنتين اعتدي ضابط برتبة ملازم أول بالضرب علي أستاذ للغة الانجليزية في جامعة عين شمس‏,‏ ولم يعاقب أو يعاتب حتي الآن‏!).
‏أما أم الكوارث والفواجع فهي الجامعات الخاصة التي اصبح الفساد يعشش بصورة مزرية في أرجاء الغالبية العظمي منها‏,‏ بعدما تحولت إلي مشروعات تجارية وباب للثراء السريع والفاحش‏,‏ حتي قال لي أحد الخبراء إن أرباح تلك الجامعات باتت تتجاوز بكثير أي أرباح تتحقق من تجارة الأفيون أو السلاح‏,‏ وقد فطن بعض رجال الأعمال إلي هذه الحقيقة حتي باتوا يتسابقون علي إنشاء تلك الجامعات‏(9‏ تم إنشاؤها و‏5‏ تمت الموافقة عليها من حيث المبدأ و‏48‏ طلبا آخر لم يبت فيها بعد‏(!) ـ علما بأن في مصر‏15‏ جامعة حكومية‏).‏‏
(4)‏كارثة الجامعات‏(‏ لا تسأل عن المعاهد العليا‏)‏ ليست أمرا استثنائيا في المشهد التعليمي‏,‏ لانها تعد امتدادا لكارثة أخري اجتاحت كل مفاصل التعليم الاساسي‏,‏ وهو ما تعرضت له في مقالة سابقة‏(‏ نشرت في‏2005/10/18)‏ فيما اعتبرته بعضا من قسمات مصر الأخري المسكوت عنها‏.‏ ولم تكن الصورة المزرية لمراحل التعليم الأساسي هي أسوأ ما في الأمر‏,‏ لأن ماهو أسوأ ان وزارة التربية والتعليم حاربت وقمعت في منتصف التسعينيات جهود تشخيص الحالة والكشف عن مواضع الخلل فيها‏,‏ حتي انتهي بها الأمر ليس إلي إصلاح الخلل وإنما إلي إلغاء جهاز المتابعة الذي حاول خبراؤه التنبيه إلي مواضعه ومظانه‏.
‏في هذا الصدد فإنني مازلت احتفظ برسالة من أصداء تلك المقالة لا أريد أن أصدق مضمونها‏,‏ بعث بها الدكتور محمد عبدالرءوف كامل مدرس الإعلام بالجامعة‏,‏ خلاصتها أن الرجل كان يراجع كراسات بعض أبنائه‏,‏ فوجدها تتضمن دروسا تم تصحيحها ولكنها حافلة بالأخطاء الإملائية والنحوية‏,‏ وإذ فوجيء صاحبنا بذلك‏,‏ فحمل الكراسات وذهب إلي مدير المدرسة ليطلعه علي قرائن إهمال الأساتذة وضعفهم‏.‏ وكان الرد الذي سمعه منه مفاجأة أكبر‏,‏ حيث أبلغه المدير بأن ثمة قرارا وزاريا بعدم محاسبة التلاميذ علي أخطاء الإملاء والنحو لأن الأهم في اللغة هو قدرتها علي التوصيل‏,‏ وإذا ما تحقق ذلك الهدف فان الباقي لايهم‏.
‏والأمر كذلك فلعلك تتفق معي في تأييد الرأي الذي ذهب إلي أننا صرنا نحتاج إلي بذل جهد لكي نصل بالتعليم إلي درجة الصفر‏,‏ وفي زعمي أن إنشاء هيئة لتجويد التعليم ليس سوي دعوة عبثية‏,‏ لأنه لا يوجد تعليم يصلح للتجويد‏.‏لقد قامت الدنيا ولم تقعد حقا لأننا حصلنا علي صفر المونديال‏,‏ وأصيب الناس في مصر بنشوة فرح عارمة كادت تتحول إلي لوثة‏,‏ حين فزنا بكأس الأمم الإفريقية في مباريات كرة القدم‏.‏
ولم ينتبه أحد إلي أننا لم نخسر الكثير حين لم نفز باستضافة المونديال‏,‏ كما أننا لم نكسب الكثير حين فزنا بالكأس‏,‏ وأن المسألة كلها كانت وهما في وهم‏.‏ لأنك إذا ترجمت ذلك كله علي الأرض‏,‏ في مجتمع مأزوم مثل مصر‏,‏ فستجد أن الفوز بالكأس فيه من الوجاهة أكثر مما فيه من الإضافة‏.‏ أو قل إنه من قبيل الزهو بركض لا يراوح المكان‏,‏ في حين أنه لايمثل أي خطوة إلي الأمام‏.‏ وتلك خلاصة تبعث علي الخزي والأسي‏,‏ الذي يضاعف منه أن كثيرين غيرنا‏,‏ ممن صدقوا ريادتنا يوما ما‏,‏ سبقونا بمراحل‏,‏ وراحوا ينظرون إلينا بخليط من مشاعر العطف والرثاء‏.
‏في دراسة أجريت حول التفوق في الرياضيات‏,‏ قدمت إلي ندوة عقدت قبل حين في المنامة عاصمة البحرين‏,‏ حاز المراتب الثلاث الأولي تلاميذ من سنغافورة وكوريا الجنوبية وهونج كونج‏,‏ بينما جاء ترتيب العرب متراوحا بين الثلاثين والأربعين‏,‏ واحتلت مصر المرتبة السادسة والثلاثين‏.‏ وهو خبر لم يستوقف أحدا في المحروسة‏,‏ لأن أهلها لايزالون مخدرين ـ هل أقول مكتفين ـ بحكاية الفوز بكأس إفريقيا‏.‏
هل نبالغ كثيرا إذا قلنا‏:‏ إننا نحلم بيوم تولي الحكومة فيه قضية التعليم ـ التي هي بحق قضية المستقبل ـ بعضا من الاهتمام الذي نوجهه صوب كرة القدم؟

فى مسألة الدنمارك: نصيحة فهمى هويدى لعمرو خالد

عد إلى أهلك يا عمرو خالد!
فهمى هويدى-الشرق الاوسط 8/3/2006
ما زلت عاجزاً عن الاقتناع بمبادرة الداعية عمرو خالد، التي خاض بها ساحة السجال حول الرسوم الدنماركية، وكانت وراء دعوته إلى المؤتمر الحواري الذي تستضيفه كوبنهاجن غداً وبعد غد، ولست أخفي أنني لم أستسغ اقحامه لنفسه في الموضوع بهذه الصورة، التي حشد لها نخبة من العلماء والدعاة الذين نجلهم ونحترمهم، وأخشى ما أخشاه أن يتحول المؤتمر بعد انفضاضه إلى مجرد فرقعة إعلامية، تسحب من رصيد عمرو خالد أو تجرح صورته، في حين توظفها الحكومة الدنماركية سياسياً لصالحها.

وقبل أن أورد تحفظاتي على مبادرته أود التنبيه إلى أمور ثلاثة هي:
* الأول: أن عتبي عليه وحيرتي إزاء ما فعل لم يقللا من محبتي الشخصية له أو ثقتي في صدق نيته ونبل مقصده، ولذلك فإنني أرجو أن يستقبل كلامي بحسبانه قلقاً عليه بأكثر منه نقداً له، وحرصاً على الحفاظ على مكانته وليس النيل منها.

* الثاني: أنني قبل أن أكتب رأيي في “المبادرة” استطلعت انطباعات آخرين من محبي عمرو خالد ومشجعيه، ومنهم من أعرف أنه يحرص على استطلاع آرائهم في بعض مشروعاته وبرامجه وأفكاره، التماساً للنصح وإثراء للعمل الذي يؤديه، ولأنني واحد من هؤلاء، فقد سمحت لنفسي أن أتشاور معهم في شأن المبادرة التي فاجأتنا، ووجدت أن عدم الاقتناع بها يمثل قاسماً مشتركاً بيننا، وهو ما شجعني على التقدم باتجاه التعبير عن ذلك الموقف المتحفظ.

« الثالث: إنه كان بوسعي أن أبعث برأيي إليه في رسالة خاصة، كما حدث في حالات أخرى سابقة، ولكني وجدت أن الجدل حول المبادرة خرج إلى العلن، وأنها تعرضت للنقد من جانب الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين، الذي اعتذر عن عدم المشاركة في الوفد المتجه إلى كوبنهاجن، كما تعرضت لنقد مماثل من جانب الجالية المسلمة في الدنمارك ذاتها، ولأن تاريخ المسلمين حافل باستدراكات أهل العلم بعضهم على بعض، فإنني لم أجد غضاضة في أن أضع تحفظاتي على المبادرة بين أيدي الكافة إبراء للذمة، من باب تصحيح الرؤى إن لم يكن تصحيح المسار.

إننا نعرف عمرو خالد داعية حقق نجاحاً مشهوداً في مخاطبة الشباب بوجه أخص، ويحسب له أنه اختار دائرة محددة لخطابه، حيث ركز على الهموم التي تعوق نهضة المسلمين، وعلى منظومة القيم الإيجابية والفضائل التي تفتقدها مجتمعاتنا في عالمنا المعاصر.

في الوقت ذاته يحسب له أيضاً أنه دائم الحذر في التعامل مع ملفين أساسيين هما: الفقه والسياسة بمفهومها المباشر، فقد ترك الفقه والفتوى لأهل الاختصاص، ثم أنه لم يخض تجاذبات السياسة وصراعاتها، وقدم نفسه باعتباره داعياً مستقلا عابراً للجماعات وللأوطان، اختار أرضية معينة وقف عليها، واستهدف جمهوراً معيناً عني بمخاطبته.

وبوسع المتابع لمسيرة عمرو خالد أن يلاحظ أنه خلال السنوات الأخيرة بدأ يتجاوز الدائرة التي أجاد فيها وأبدع، حيث أغراه النجاح بأن يتطلع لتحقيق أهداف أبعد، تتجاوز الدعوة إلى الفعل، وتنقله من دائرة التبشير والتنوير إلى موقع الساعي إلى التغيير، صحيح إن كل تغيير لابد أن يسبقه تبشير، ومن ثم فالترابط قوي بين الدائرتين، لكن الذي فات عمرو خالد أن لكل دائرة أهلها واختصاصها، ففكرة “صناع الحياة” مثلا تحتاج إلى داعية مثله لكي يشحذ همم الشباب ويحثهم على ضرورة الانتقال من السلب إلى الإيجاب، لكن مشروعات «صناعة الحياة» تتطلب خبراء في شئون التنمية الذاتية قادرين على الإبداع في هذا المجال، وعلى دراية بإمكانية وخصوصيات المجتمعات التي يتعاملون معها.

وكان حرياً به، وهو الذي مارس الحذر في الدعوة إلى الإسلام دون أن يخوض في أمور الفتوى، أن يسير في ذات النهج بحيث يدعو إلى الإيجابية في التدين ويحفز الشباب إلى أهمية المشاركة في صناعة الحياة، دون أن يزج بنفسه في مشروعات «الصناعة» وآلياتها، لكنه تخلى عن حذره في هذا الجانب للأسف، وكانت النتيجة أنه مارس أنشطة في مجال «صناعة الحياة»، اتسمت بالتبسيط والسذاجة، على ما سمعت من بعض خبراء التنمية الذاتية، وتلك كانت نتيجة متوقعة ومفهومة، لسبب أساسي هو أنه أقحم نفسه ـ بحسن نية ـ في مجال آخر يتطلب مؤهلات وقدرات لم تتوافر له.

قرأت للمستشار طارق البشري، المفكر المعروف، كلاماً مهماً يسلط مزيداً من الضوء على هذه النقطة، قال فيه إن الاقتناع بشمولية الإسلام ينبغي أن يستصحب إدراكاً لوجود تخصصات للأفراد العاملين والمؤسسات القائمة على أي شأن من شئونه، لذلك فإنه يظل من المهم للغاية أن يكون في خاطر المسلم وهو يرسم أطر أنشطته وجوه الأنشطة الأخرى ذات التميز عنه، لئلا تتعارض ولئلا يضعف بعضها بعضاً، وعليه أن يجتهد في أن يكون على وفاق وانسجام وتكامل مع ذوي التخصصات الأخرى.. صحيح أن الدعوة هي بحق من أوسع أبواب العمل الإسلامي، وهي من المجالات الفسيحة التي تتصل بمختلف التخصصات، إلا أن تلك العلاقة ينبغي أن تظل في حدود اتصال الملامسة وليس اتصال الاستيعاب، ولذلك يحسن بالدعوة أن تظل حريصة على ألا تستوعب أي وجه من وجوه الأنشطة التخصصية الفنية ولا تستوعب فيه، بمعنى أنه يحسن لها أن تستبقي لذاتها من عموم الدعوة، ما لا يجعلها تنحصر في وجه نشاط محدد، يحتاج إلى خبرات ومعارف تخصصية، ولا أن تنحصر في مشروع أو مشروعات عينية ملموسة محدودة، قد تصلح في التطبيق أو لا تصلح، وقد تصلح في ظرف زمان ومكان دون غيره من الظروف المتغيرة.

في تعامله مع الرسوم الدنماركية تمنيت أن يمارس عمرو خالد دوره كداعية، فيلامس الموضوع، إذا استخدمنا مصطلح المستشار البشري، مكتفياً بتحديد موقف مما جرى، ومنبهاً الرأي العام إلى أهمية ضبط الاحتجاج وترشيده، بحيث لا يتحول إلى انفعال يضر بالقضية ولا يخدمها، ولا بأس من أن يدعو الجهات المعنية في العالم الإسلامي إلى تحمل مسئوليتها في هذا الصدد، ولكن الذي حدث أنه ترك موقع الداعية، ونزل إلى الساحة بمبادرته، التي تضمنت تصدياً لملفات عدة، اعتبرها نموذجاً لما لا ينبغي للداعية أن يتورط فيه، إذ فضلا عن أنه بها يتجه إلى جمهور غريب عليه، لا يعرف لغته ولا طريقة تفكيره، فإنه يفتح ملفات مشكوكاً في جدوى الجهد الذي يبذله فيها داعية فرد، لأنها تحتاج إلى مؤسسات مقيمة في الغرب ومتفرغة، من ذلك قضية التعريف بالنبي وبالإسلام المحكومة هناك بتراث ثقافي مضاد تمتد جذوره إلى الحروب الصليبية، كما يفتح ملفاً آخر ليس له فيه باع، مثل قضية حرية التعبير التي هي مسألة قانونية ودستورية، وملفاً ثالثاً يفوق قدرته، وليس له به صلة مثل مشروعات التعايش مع الغرب، وهو يسوغ لنا أن نقول إنه كرر الخطأ الذي وقع فيه من قبل، حيث غادر الموقع الذي أجاد فيه وأبدع، وخاض في أمور لم يعرف عنه أنه خبرها أو أجاد فيها.

لقد بدا مثيراً للدهشة والاستغراب مثلا أن يطرح عمرو خالد مبادرته، في حين تحركت للتعامل مع القضية مؤسسات وتجمعات أخرى في العالم الإسلامي، وحققت في مسعاها تقدماً طيباً، وهو ما حدث مع منظمة المؤتمر الإسلامي مثلاً التي قاد أمينها العام حملة مطالبة الحكومة الدنماركية بالاعتذار، ودخل في مباحثات مع الاتحاد الأوروبي لاستصدار قرار يحظر الإساءة إلى مختلف الأديان والمقدسات، وأخشى ما أخشاه أن يكون عمرو خالد بما فعل قد أضعف ذلك الجهد، الذي هو أجدى وأنفع من أي حوار يمكن أن تجريه القافلة التي ستذهب إلى كوبنهاجن لمدة يومين، ثم ينفض السامر بعد ذلك، ويذهب كل إلى حال سبيله.

ثمة جهات أخرى عديدة كانت لها مواقفها واسهاماتها في القضية (الحملة العالمية لنصرة نبي الإسلام ستعقد مؤتمراً تستضيفه البحرين في منتصف الشهر الحالي)، وتلك الجهات لها مؤسساتها ذات الوزن في العالم الإسلامي، وإذا تحركت وطرحت أفكاراً حددت فيها اقتراحات أو مطالبات، فبوسعها أن تدعى تمثيلاً نسبياً للأمة يتمتع بالشخصية الاعتبارية، الأمر الذي يستدعي أسئلة من قبيل: باسم من، وبأي صفة يخاطب عمرو خالد الشعب الدنماركي أو الغرب؟ ولماذا قفز فوق تلك الكيانات والجهود، وآثر أن يصل منفرداً، ومصطحباً معه بعض الشخصيات الإسلامية؟ ولماذا تعامل مع الحكومة الدنماركية مباشرة، متجاهلاً الجالية الإسلامية هناك، التي لم يشاورها أحد ولم تدع ـ حتى كتابة هذه السطور على الأقل ـ إلى المؤتمر المزمع عقده غداً؟ وهل هو مدرك للدور الصهيوني في الحملة، خصوصاً بعدما نشر عن علاقة بين ناشر الصور المسيئة لنبي الإسلام، وبين أعدى أعداء الإسلام والمسلمين في أميركا، الصهيوني العتيد دانيال بابيس، وقد كتب أن الناشر كان في زيارة له قبل إطلاقه لحملته المشينة؟ ثم من يتعين عليه أن يذهب لمن، الصحيفة هي التي تذهب إلى الجاني أم العكس؟

إنني حين أتطلع إلى العالم الإسلامي الآن، وأتساءل عن هموم الساعة الساخنة التي تتطلب استنفارات، ومن ثم ينبغي أن نعبئ الجماهير لأجلها ونستنهض همة الكافة للدفاع عنها، ونحتاج لأجل ذلك إلى جهد الدعاة البارعين من أمثال عمرو خالد، فإنني لا أكاد أجد مكاناً في أولوية تلك الهموم لمسألة الرسوم الدنماركية، التي صارت هماً أوروبياً بامتياز (لأسباب اقتصادية بحتة) لكني سأجد على رأس القائمة مثلاً قضية الإتجاه إلى تجويع الشعب الفلسطيني وحصاره، ومحاولة إحراق العراق بنار الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة، ومأساة مسلمي كشمير الذين ضربهم الزلزال وشرد عشرات الألوف منهم، الذين هم أحوج ما يكونون للعون والإغاثة.

في هذه المجالات، يحزنني أن أبحث عن عمرو خالد ودوره التعبوي، فأجده مشغولاً بهم الأوروبيين، وواقفاً على مسافة شاسعة من هموم المسلمين المحدقة، الأمر الذي يدعوني لأن أوجه إليه نداء بأعلى صوت راجياً منه ألا يذهب بعيداً، وأن يعود إلى أهله وحضن أمته بأسرع ما يمكن.

١٤ فبراير ٢٠٠٦

خطة حماس للحكم

محمد جمال عرفة-اسلام اون لاين 13/2/2006
كشفت تصريحات وفد قادة حماس خلال زيارتهم لعدد من العواصم العربية -خاصة القاهرة- عما يمكن أن نطلق عليه "خطة حماس للحكم"، وعكست هذه التصريحات أن قادة الحركة كانوا مستعدين لهذا الأمر، حسبما أكد د. موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس.
الإصلاح الداخلي وقيادة الشئون الداخلية
  • السعي لاستكمال (المشروع الوطني الفلسطيني) والبناء على ما بنته منظمة التحرير وحركة فتح منذ توقيع اتفاقات أوسلو وانتهاج النهج السلمي في حل قضية فلسطين مع السعي لإعادة بناء هذا المشروع وتصويب عيوبه، مثل ضرورة تغيير قواعد تأسيس المنظمة القديمة القائمة على تخصيص "كوتة" لكل فصيل، بحيث يكون تشكيل قيادة المنظمة بالانتخاب الحر المباشر، ويتم ضم القوى الاجتماعية والسياسية الجديدة للمنظمة وعدم قصرها على الفصائل فقط.
  • بناء المجتمع الفلسطيني وترتيب البيت الداخلي من خلال طرح أجندة حوار واتفاق وطني وتشاور مع كافة القوى والفصائل بحيث يكون القرار الفلسطيني جماعيا وليس فرديا، وإنهاء مظاهر الفلتان الأمني، مع التركيز على البناء الصناعي والزراعي وإنهاء سيطرة الاقتصاد الإسرائيلي على الفلسطيني، وبناء الفرد والأخلاق بحيث تكون مرجعية هذا المشروع مستندة إلى التراث الحضاري الإسلامي والعربي.
  • تشكيل حكومة تكنوقراط فنية، لا حكومة سياسية بحيث يكون هدفها الرئيسي هو البناء الداخلي واستخدام الكفاءات والشخصيات المشهود لها بالنزاهة في تلبية متطلبات الشعب الفلسطيني، ومنع الفساد والتداول السلمي للسلطة وتعزيز الأخلاق المستمدة من حضارتنا كأمة عربية وإسلامية.
  • ضمان التوزيع العادل للمساعدات والمنح الدولية والعربية، وإنهاء الوساطات والمحسوبيات والرشاوى والإتاوات التي كان يذهب إليها جزء ليس بالقليل من هذه المساعدات تحت بنود فساد كثيرة، مع تفعيل أسلوب حماس الاجتماعي في توزيع المساعدات.
  • توجيه الاقتصاد الفلسطيني بحيث يعتمد على موارده الذاتية وعلى مصادر أخرى عربية (دور كبير لمصر في هذا الصدد بعد تحرير غزة)، بهدف وقف الاعتماد على الاقتصاد الإسرائيلي ورهن الحكومة المقبلة لضغوط تل أبيب.
  • السعي لحل مشكلة الأجهزة الأمنية من خلال خطة تقوم على توزيع هذه الأجهزة بين مجلس الوزراء (الداخلية والدفاع المدني والأمن الوقائي)، والرئاسة ( المخابرات والأمن الرئاسي)، مع تعهدات واضحة بعدم إقصاء أي مسئول أمني أو تصفية حسابات قديمة مع المسئولين السابقين.
الشئون الخارجية والتفاوض والاعتراف
  • التغلب على مسألة مطالبتها بالاعتراف بإسرائيل، بالسعي إلى ضم الحركة (حماس) لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبار أن المنظمة هي الجهة المنوط بها رسميا إدارة عملية المفاوضات مع إسرائيل.وضمن هذه الخطة السعي -من خلال المفاوضين الذين سيتحدثون باسم المنظمة وسيكون لحكومة حماس دور إرشادي لهم- لتحسين شروط التفاوض مع الدولة العبرية من خلال المنظمة أو طرح هدنة طويلة أو بمعنى آخر "سلام مرحلي" مقابل انسحاب إسرائيلي لحدود 1967
  • وضع إستراتيجية للتعامل مع العالم خصوصا العالم العربي والإسلامي والسعي لاستبدال المساعدات العربية والإسلامية بالمساعدات الأجنبية في حالة قطع هذه المساعدات،إضافة إلى خلخلة واختراق المقاطعة الغربية عبر دول أخرى مثل روسيا.
خطة حماس الداخلية والخارجية (النظرية) للحكم وضحت بالتالي، وتبقى تحديات "التنفيذ" هي الأصعب، وهو أمر اعترف قادة حماس بأنه صعب بالفعل، ولكنهم شددوا على أن من كانوا قبلهم ظلوا في السلطة 20 عاما، ولم يحققوا للشعب الكثير على المستويين الداخلي أو الخارجي، فلماذا لا يجربون خيارات أخرى ولماذا لا يجربون حكم حماس؟.

مجزرة قرية شمس الدين ... تقرير الطب الشرعى

العربى 12/2/2006
كذب تقرير الطب الشرعى إدعاءات وزارة الداخلية بقيام مختل عقليا بارتكاب مذبحة بنى مزار فى نهاية ديسمبر العام الماضى والتى راح ضحيتها عشرة من قرية شمس الدين فى الصعيد المصرى.
وأشار تشريح الجثث إلى أن الجريمة تم ارتكابها بواسطة محترفين وبأدوات جراحية عكس ما أدعته الداخلية من استخدام المختل بلطة وساطور فى الجريمة وكشف التقرير الذى حصلت عليه العربى أن المذبحة ارتكبت فى فترة زمنية واحدة حيث أكد فى صفحته الأولى والموقع بمعرفة الدكتور جمال سيد حسن الطبيب الشرعى المعاون والدكتور محمد حمودة أن الوفاة حدثت فى حوالى الساعة الثالثة صباحا للضحايا جميعا الأمر الذى أشار إلى وجود عدد من الجناة ارتكبوا الجريمة فى المنازل الثلاث فى وقت واحد.
تقرير تشريح جثة احد الضحايا
كان تقرير تشريح جثة صباح عبدالوهاب أكد وجود ستة جروح برأس وجسد الضحية، الأول قطعى متباعد الحواف بطول 30 سم ويمتد من يمين منتصف مؤخرة الرأس إلى قاع العين اليمنى مرورا بمنتصف حيوان الأذن والثانى يمنتد من أعلى مؤخرة الرأس إلى يمين منتصف الجبهة بطول 35 سم بالإضافة إلى جرحين قطعيين كل منهما بطول 3 سم بجانب العنق، كما يوجد جرح يمتد من النصف الأعلى من البطن إلى الزاوية العلوية للمهبل بطول 35 سم وعند تشريح رأس المجنى عليها، وكشف التشريح أن الجروح القطعية بالرأس تم ارتكابها بواسطة محترفين حيث أثبت فحص الجثة وجود كسور عظمية بالرأس مستوية الأطراف وأخرى ومتباعدة بعظام مؤخرة الجمجمة والجبهة والصدغية اليمنى وتمتد منها كسور شرخية أدت لحدوث انسكابات دموية إلى مسار الجرحين وعاد التقرير لينفى إدعاءات الداخلية بأن الجانى المختل عقليا محمد على قد استخدم بلطة فى القيام بعملية القتل العشوائى حيث أكد التقرير أن عظام وغضاريف الجمجمة خالية من الكسور وكذلك القصبة الهوائية والمرئ، مشيرا إلى خلو تجويفها من الأجسام الغريبة التى تنتج عن الذبح العشوائى، وأضاف التقرير الخاص بصباح أن فقرات الصدر والبطن خالية من الكسور أيضا بالإضافة إلى عظام الترقوتين والقص و الأضلاع والتجويفين البطنى والصدرى كذلك الرئتين والكليتين والمثانة جميعهن خاليا من الإصابات بالإضافة إلى الفقرات القطنية والصدرية مما يؤكد أن ارتكاب الجريمة تمت بوسطة محترفين وباستخدام أدوات جراحية ذات حواف حادة.
وأشار تقرير الطب الشرعى إلى أن المجنى عليها كانت ترتدى جلباب حريمى بلون بنفسجى بالإضافة إلى قميص داخلى نصف كم بأرضية بياض وجلباب آخر نصف كم أخضر اللون والملابس كلها مشقوقة بأجزاء مستوية الأطراف، مؤكدا أن هذه التمزقات تختلف عن التمزقات المزعية العنيفة التى يرتكبها المختل عقليا فى لحظات الجنون ولا يتم إلا بواسطة محترفين.
على الجانب الآخر كشفت مصادر بقرية بيلا القريبة من قرية شمس الدين أن أهالى القرية نجحوا بمساعدة عملائهم فى القبض على عصابة تضم عددا من المسئولين وبصحبتهم مشعوذ مغربى فى القرية أثناء تنقيبه عن الآثار عقب المذبحة. وقالت المصادر إن الشرطة ضبطت مع المتهمين أجزاء آدمية وكميات من الدماء البشرية قد يرجح وجود علاقة لها بحادث شمس الدين ورغم ذلك فإن وزارة الداخلية تكتمت على القضية حتى الآن.

٠٧ فبراير ٢٠٠٦

القليل من الحقائق عن كارثة السلام 98

  1. ابحرت العبارة السلام 98 من ميناء ضبا السعودى يوم الخميس الموافق 2 فبراير 2006
  2. كان على متنها حوالى 1400 شخص , نجا منهم 388 و عثر على 244 جثة و الباقى فى عداد المفقودين
  3. وحدات الإنقاذ المصرية وصلت بعد 10 ساعات كاملة من غرق السفينة في قاع البحر
  4. العبارة مملوكة لشركة السلام للنقل البحري التى يضم أسطولها 18 عبارة , تعرضت منها ثلاث عبارات للغرق , سالم اكسبريس عام 1991 حيث غرقت ولقي أكثر من 700 حاج مصرعه في مياه البحر الأحمر , و الثانية كانت في أكتوبر 2005 حيث غرقت السفينة السلام 95 عند مدخل قناة السويس بعد اصطدامها بسفينة شحن قبرصية خلال أقل من ساعة و الثالثة كانت السلام 98
  5. ممدوح إسماعيل صاحب شركة السلام للنقل البحري عضو بالحزب الوطني و معين بمجلس الشورى
  6. العبارة الغارقة كانت قد بنيت عام 1970 واستخدمتها شركة تيرينيا الإيطالية من 1970 حتى 1998 ثم انتقلت إلي شركة السلام للنقل البحري عام 1999 بعد أن أوقفت الشركة الإيطالية تشغيلها بعد اكتشاف عيوب في تصميمها بعد حادث العبارة استونيا التى كانت من نفس الطراز عام 1994 في بحر البلطيق ومصرع 852 من ركابها
  7. ينتظر أن تحصل الشركة علي ما يقرب من 25 مليون جنيه تعويضا عن غرق السلام 98 من شركات التأمين
  8. عمر العبارة اكثر من 35 عاما فى حين ان القانون المصرى يمنع ابحار اى مركب يزيد عمرها عن 25 عاما و هذا هو السر وراء رفع العبارة علم بنما

٢٩ يناير ٢٠٠٦

هكذا يجب ان تكون المقاطعة

نقلا عن العربية 28/1/2006

بعد أقل من أسبوع على استدعاء الرياض سفيرها في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن محمد بن إبراهيم الحجيلان، وقيام حملة شعبية ضخمة لمقاطعة البضائع الدنماركية في السعودية احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (ص) قامت الصحيفة الدنماركية التي نشرت تلك الرسوم بالاعتذار إلى مواطني المملكة في رسالة باللغة العربية نشرتها عبر مواقعها الإلكتروني.
وكانت الحملة الشعبية الواسعة لمقاطعة البضائع الدنماركية قد استخدمت فيها شبكة الانترنت والهواتف النقالة وتجاوبت معها شركات سعودية ورجال أعمال كبار في البلاد الأمر الذي هدد المصالح الاقتصادية الدنماركية بخسارة ملايين الدولارات من اكبر الأسواق العربية.

وقال مدير التسويق في شركة اسواق "بنده" العزيزية - شركة سعودية - طلال العميد لوكالة الأنباء الفرنسية ان الشركة بدأت منذ امس (الجمعة) بسحب المنتجات الدنماركية التي تبيعها في اسواقها المركزية وما زالت مستمرة في سحب المتبقي. من جانبه ذكر خالد بن عبدالعزيز السدحان مدير عام شركة "السدحان" التي تمتلك ايضا العشرات من الاسواق المركزية في موقع الشركة على الانترنت, ان ادارة الشركة قررت منذ ايام وقف بيع المنتجات الدنماركية في اسواقها ووقف توزيعها. كما أكد مسؤول في شركة "مجموعة العثيم التجارية" وهي تمتلك ايضا العشرات من الاسواق المركزية, أن رئيس المجموعة عبدالله صالح العثيم اصدر قرارا بمنع التعامل مع المنتجات الدنماركية بيعا او شراء احتجاجا على ما حدث في الدنمارك من اساءة للرسول محمد. واعلنت مراكز تجارية عدة في السعودية ايضا مقاطعتها للمنتجات الدنماركية تجاوبا مع الدعوة التي وجهها رجال دين واسلاميون عبر الانترنت والهاتف الجوال. وذكر يونس سكيني مدير في مجموعة شركات التميمي السعودية التي تملك 10 اسواق مركزية في الرياض والدمام, ان رئيس الشركة طارق التميمي اصدر اوامره بعدم بيع او شراء المنتجات الدنماركية في اسواق الشركة احتجاجا على الاساءة للرسول.

وقد وجه كارستن يوستي رئيس تحرير صحيفة "يولانس بوستن" الدنماركية اعتذارا لـ"مواطني المملكة العربية السعودية" في مقال نشر بالعربية على موقع الصحيفة على الإنترنت، مشيرا إلى أن ثمة "سوء تفاهم" حصل حول "الرسومات للنبي محمد والتي أدت إلى مقاطعة المنتجات الدنماركية في بلدكم". وأشار إلى أن هذه الرسومات نشرت قبل 4 أشهر ضمن حوار دنماركي حول حرية التعبير وهو "حق نعتبره مهم جدا في الدنمارك".وأضاف بأن هذه النشرة "صورت وكأنها حملة ضد المسلمين في الدنمارك والعالم الإسلامي، وهذا "ما أريد تصحيحه". وأكد بأنه "لم يكن بقصد الصحيفة أن تسيء لأحد في معتقداته الدينية ولكن للأسف هذا ما حدث فعلا. ولكن بدون قصد".ونحن - يمضي كارستن يوستي - قد تأسفنا عدة مرات في الأشهر الماضية في صحيفتنا، في الصحف الأخرى، في التلفزيون، في الراديو، ووسائل الاعلام العالمية.وختم بأنهم في "يولانس بوستن" يشعرون "بالأسف لأن الموضوع قد وصل إلى هذا الحد ولذلك عيد ونقول إنه لم بقصدنا أن نسيء لأحد، ونحن نعتقد مثل باقي المجتمع الدنماركي باحترام حرية الأديان".
موقع الجريدة: http://www.jp.dk/

تصريحات الزهار عقب فوز حماس

نقلا عن إيلاف 29/1/2006
محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس - عقب نتيجة الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي فازت بها حماس بالغالبية المطلقة مما ادى بالرئيس الفلطسيني محمود عباس ان يطلب منها تشكيل الحكومة - يصرح:
لن نعترف باسرائيل ويمكن التوصل الى "هدنة"
وفي مقابلة مع صحيفة صنداي تلغراف البريطانية اليوم الأحد، اوضح الزهار الذي اجريت المقابلة معه في منزله في مدينة غزة "لن نعترف باسرائيل" لكنه قال "قد نتوصل الى هدنة طويلة الامد".
واعتبر "يجب الا يخشانا العالم". لكن مضى يقول "يجب ان يخشانا الجواسيس واللصوص (الاسرائيليون) الذين نهبونا ارضنا". واشار الزهار الى ان حماس ليس لها اتصال رسمي مع الغرب حتى الان لكنه شدد على وجود "قنوات اتصال ونلتقي باستمرار". وردا على سؤال حول طموحاته السياسية اكد الزهار انه لا ينوي الترشح لاي منصب مهم في الحكومة الجديدة. واضاف "ليس لدي طموح شخصي في ان اصبح رئيسا للوزراء".وشدد على ضرورة "عدم التنازل في شيء (تجاه الاسرائيليين)".
الولايات المتحدة ليست عدونا
وفي مقابلة اجرتها معه شبكة التلفزة الاميركية سي.بي.اس في منزله بقطاع غزة، قال الزهار "لا نعتبر اميركا عدونا". واكد ان حماس تبحث لدى الرئيس بوش عن "احقاق العدالة. صدقني، سيقيم الناس رابطا بين ما يحصل في العراق وافغانستان وفلسطين. وهذا لن يخدم المصالح الاميركية". وقال الزهار ان الرئيس الاميركي يمسك بمفتاح السلام في المنطقة، معتبرا ان "ليس لدى احد في الحكومة الاسرائيلية الثقة الكافية بنا للبدء بالتفاوض". واكد الزهار ان حماس "مستعدة لاقامة دولة مستقلة في اي منطقة محررة من الاحتلال (الاسرائيلي)، لكننا لا نقبل اي عدوان علينا". واضاف "اعطونا فرصة لنعيش مثل البشر"، عندئذ "ستتوقف" العمليات الانتحارية ضد اسرائيل.

مصر و عهد الاصفار !!

د. محمد جمال حشمت-المصريون 28/1/2006
أشعر بكل أسف أن مصر التاريخ المشرف والأمة الناهضة التى تمد أيديها لكل محتاج والصخرة التى وقفت فى وجه كل غاصب ومعتد على أرضها و أمنها ,الحامية لأمتها من العدوان والغزو , كأنها ترمى بكل هذا التاريخ خلف ظهرها والسبب فى ذلك حكام هذا الزمان الذين تجاوزوا كل الأعراف وجعلوا من مصر أضحوكة العالم واكتفوا بالحديث عن عظمة مصر وريادتها بينماهى تنهار أمام نزوات الأبناء وشهواتهم و المقربين وسفاهتهم لذا فقد حصدت مصر فى عهدهم كل الأصفار وللعجب فى كل الميادين من سياسة وإقتصاد وتعليم وإعلام وثقافة ورياضة وفنون حتى الأزهر ورمزيته الدينية التى إنهارت على يد شيخه الذى افتقد نعمة الإحساس بجلال المنصب وجعل نفسه موظفا ملكيا أكثر من الملك ورغم إستسلامه لمخبر الأمن وتعليماته إلا أنه قد تجاوز كل الخطوط الحمراء لكسب رضا الحاكم ونظامه والغرب وزعمائه وهو لايدرك أنه الخاسر الأكبر لا الإمام الأكبر !! حتى رجال الأمن فى أحد حوراتى معهم قالوا أنه- بالنسبة لهم- ورطة لايمكن التخلص منها !! أضف إلى ذلك أن التلوث الذى أصاب الحكام وزبانيتهم قد إنتشر فى أرجاء البلاد فطال الماء والهواء والغذاء والضمائر بل وجدت هذه الضمائر الميتة من يحميها ويدافع عنها لذا ليس عجيبا ولاغريبا أن نرى:

1-أن الفلسطينين الذين يعيشون تحت الإحتلال يستمتعون بحريتهم فى إختيار نوابهم بينما مصر التى تخاطب العالم بأن يحترم خيارات الشعب الفلسطينى لاتحترم هى خيار شعبها وتقتل 14 ناخبا وتصيب أكثر من2500 أخرين وتمنع الآلاف من دخول اللجان وتأمر بعض القضاة لتزوير النتائج بكل فجور وبدم بارد - ويخرج علينا من سرق المقعد والمفكر الذى حرم من التركيز والتفكير السديد فى أهرام الجمعة بعتاب أمريكا التى تطالب بالإفراج عن أيمن نور من سجون مصر بينما هو وحكومة مصر لايفكرون فى المصريين القابعين فى سجون أمريكا فى جوانتامو ولايطالبون بالإفراج عنهم !!

2-أن المعتقلين من الإخوان الذين أفرج عنهم بعد أكثر من شهرين فى سجون الظلم قد تم القبض على البعض منهم بصورة غير إنسانية فهذا مدرس تم القبض عليه من داخل الفصل أمام تلاميذه وذاك طبيب جراح بعد أن أعطى مريضه حقنة التخدير نسى خيطا مخصوصا جلبه لمريضه فخرج لإحضاره من سيارته ولم يعد الى غرفة العمليات إلا بعد شهرين !! وذاك –أى والله العظيم – شاب إقتحموا منزله وغرفة نومه وهو يعاشر زوجته !!!! وكلما تذكر ذلك بكى وحق له أن يبكى فقد سرق منا الآمان والرزق والكرامة لقد سرقت منا مصر !!

3-أن الشائعات قد وجدت لها أرضا خصبة فى دولة فقد أهلها الثقة فيمن يحكمهم فأمس تسرى شائعة بتلوث المياه وأخرى بتطعيم شلل الأطفال الفاسد ووفاة أطفال واليوم إنتشار شائعة بوجود مرض أنفلونزا الطيور وكلها شائعات غير صحيحة تفسد على الناس حياتهم الإجتماعية والإقتصادية لقد كان من المفترض فى ضوء غياب أنفلونزا الطيور المزعوم هذا من مصر أن تزدهر صناعة الدواجن التى تستحوذ على أكثر من 20 مليار جنيه ويعمل بها حوالى 5 مليون عامل بل وتصدر مصر الآمنة للدول الأوربية والأسيوية ولكن صمت حكومى يعقبه إفلاس وخراب بيوت المصريين هو المتوقع بينما النظام غافل عن حياة الشعب ,مشغول بكيفية مواجهة المعارضين وطرق الإستمساك بالسلطة والإستمرار فى الحكم !!!

4-أن الملايين والمليارات تنفق ببذخ فى غير ذات نفع أو فائدة تعود على الشعب المصرى بينما البطالة تنهش كرامة المصريين والتلوث ينهش أرواحهم ومازالت التقارير الحكومية تعترف بأن 68% من مدن مصر و96% من قرى مصر محرومة من الصرف الصحى مما أدى الى تلوث المياه الجوفية والبحيرات والزراعات وانتشرت أمراض الحميات والفشل الكبدى والكلوى والتسمم الغذائى بينما يأكل أفراد النظام وحواريهم ويشربون من الخارج المعقم ذا القيمة الغذائية العالية !!!

5-أن الإعلام المصرى المؤمم (الصحف الحكومية و قنوات التلفاز الأرضية والفضائية) لم يتحمل قدرا ضئيلا من الحرية التى إستنشقها أثناء حملة الإنتخابات الرئاسية فتسمم وعاد الى غرفة العناية المركزة التى تتحدث عن مصر لانعرفها ولانراها وقد فقدت هذه الوسائل الإعلامية المصداقية والثقة وصارت بلا مشاهد واعى عاقل يستطيع أن يتحمل كل هذا الكم من الكذب والفجور الذى تبثه ليلا نهارا !!

إن مصر تحيا مأساة قد تحددت معالمها وانهيارات قد تعددت صورها فتمزقت من الداخل بقدر ما تشوهت من الخارج ولم يبق أمامها وأمام أبنائها المخلصين درأ للمخاطر التى تواجهها إلا خيار واحد هو مقاومة أسباب التدهور بكل السبل المدنية السلمية المشروعة ـ مع الصبر و الثبات ـ وإزاحة كل من أفسد على مصر تاريخها وهدد اليوم مستقبلها وهو ما يستلزم نية خالصة لله لنصرة مصر وهمة عالية للفداء وقدرة عظيمة للصمود ووعى بخطوات الطريق وعوائقه وكيفية التغلب عليها , و ماالنصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم.

لماذا يساند النظام نعمان جمعة؟

نقلا عن مقال محمود سلطان-المصريون 28/1/2006
السلطات المصرية ساندت نعمان جمعة ..! وهي المساندة التي طرحت سؤالا بشأن لماذا لم تساند إبراهيم شكري في أزمة حزب العمل و لا غيره من رؤساء الاحزاب الاخرى ؟!النظام بالتأكيد لم يحب جمعة و يكره إبراهيم شكري .. فالمسألة ليست مسألة حب و كراهية .. و إنما مسألة "سيناريو" إذا ترك له الحبل على الغارب أو ان يتطور بعفوية ، فإنه سيفتح العيون و الشهية على أن يمتد ليصيب الجماعات السياسية المصرية و على رأسها الحزب الوطني .. "شبيه الوفد" في كل شئ تقريبا.
فالوفد شهد ثلاثة رؤساء قبل جمعة : سعد زعلول و النحاس باشا و فؤاد سراج الدين .. و الثلاثة ازيحوا من على الكرسي ليس من خلال حراك سياسي داخلي و إنما من خلال التغييب القهري إذ غيب الموت زغلول و فؤاد سراج الدين فيما تغير النحاس باشا ، مع الغاء الأحزاب في مصر بعد ثورة يوليو عام 1952 و توفى قبل أن يعيد السادات الحياة الحزبية.
و الحزب الوطني .. شاء أو ابى .. هو امتداد حزب السلطة "الاتحاد الاشتراكي" تبدلت اسماؤه بينما ظل مضمونه على حاله باعتباره حزب النظام .. تعاقب عليه رئيسان قبل الرئيس مبارك .. و هما الراحلان عبد الناصر و السادات .. غيبهما الموت .. الطبيعي في حال الأول و القسري بالاغتيال في حال الثاني .. و ليس عن طريق حراك سياسي تغييري أو اصلاحي داخلي.
و الخطير في الأمر أن هذا التماثل يجعل من الوفد في صيغته الجديدة . حدثا وسابقة جديدة تغري أو على الاقل تسبب حرجا بالغا للجميع خاصة الحزب الوطني .. ويجعله عرضة لسيناريوهات مماثلة .. ولا ننسى أن قوى عربية واقليمية ودولية كانت تخشى أن يؤثر فوز الاخوان في الانتخابات البرلمانية الاخيرة على نتائج الانتخابات البرلمانية الفلسطينة .. ويشجع على فوز حماس "اخوان فلسطين" في الانتخابات و هو ما حدث فعلا .
لذا فإن مساندة النظام لجمعة .. كانت من قبيل قطع الطريق على أية محاولة جادة ترسي ثقافة جديدة لم تعرفها الاحزاب وقياداتها المسنة و المؤبدة .. فالمواجهة الحقيقية الآن ليست بين جمعة و اباظة أو بين الحزب و جمعة و انما بين الوفد و بين السلطة .. و هذه هي المشكلة التي ينبغي ان يعيها الجميع و هم يراقبون ومايجري داخل حزب الوفد .. فما يجري في الاخير هو صدى حقيقي لمخاوف حقيقية داخل النظام من ان تنتصر قوى الاصلاح و التغيير .. في اية تجربة سياسية مصرية خارجه .. فالنظام كما عهدناه دائما .. تقلقه كلمة تغيير و تفزعه دعوة اصلاح.

٢٤ يناير ٢٠٠٦

تراجيديا الاحزاب السياسية فى مصر

مقتطفات من مقال فهمى هويدى-الاهرام 24/1/2006
الانقلاب الذي حدث في حزب الوفد سبقته انقلابات وانشقاقات شملت الأحزاب التالية‏:‏ مصر الفتاة ـ العمل ـ الأحرار ـ الوفاق ـ العدالة ـ الغد‏.
وإلي جانب ذلك‏,‏ ثمة تصدع مكتوم في الحزب الناصري‏,‏ عبرت عنه أزمة صحيفته‏(‏ العربي‏)‏ التي انفرط عقد رئاسة تحريرها‏,‏ وتجلت في الاستقالة الاحتجاجية التي قدمها أمين الحزب في أسيوط‏,‏ وهو أحد أركان الحزب المهيمن‏.‏ وهناك تصدع مماثل في داخل حزب التجمع‏,‏ عبر عنه الذين شاركوا في ندوة مستقبل اليسار في مصر‏,‏ التي عقدها مركز الدراسات الاشتراكية بالقاهرة في الأسبوع الماضي‏,‏ واتهم الصوت العالي في الندوة قيادة الحزب بخذلان اليسار وتشويه صورته‏.‏
الصورة من هذه الزاوية مقلقة للغاية‏,‏ حيث نصبح بازاء مفارقة تبدو فيها الساحة المصرية مكتظة بالأحزاب‏(21‏ حزبا رسميا‏),‏ في حين يعاني نصف تلك الأحزاب من الإعاقة والتشوه الخلقي‏,‏ بينما يعاني النصف الآخر من التصدع الظاهر أو الخفي‏,‏ ولا يظل واقفا علي قدميه في الساحة سوي الحزب الوطني محمولا علي أكتاف السلطة‏.‏ وفي مقابله يقف الإخوان المسلمون مستندين إلي التأييد الشعبي النسبي الذي أوصل‏88‏ منهم الي مقاعد البرلمان‏,‏ برغم افتقادهم إلي الشرعية القانونية‏.
لماذا أصبح التشرذم والانشقاق ظاهرة في الأحزاب المصرية؟
‏1 ‏ ـ أن ظهور الأحزاب ظل مرهونا بإجازة السلطة‏,‏ التي أناط بها القانون عملية اختيار منافسيها أو معارضيها‏.‏ ولأنه قرار السلطة‏,‏ فإن عوامل متعددة باتت تتحكم في ظهور الحزب أو حجبه‏,‏ تسهم فيها اعتبارات الملاءمة السياسية والأمنية إلي حد كبير‏,‏ وليس بينها قواعد الحزب أو شعبيته‏.‏ وهو ما أفرز أحزابا رصيدها لدي السلطة أكبر من رصيدها في المجتمع‏.
‏‏2‏ ـ أن قانون الأحزاب الذي خول السلطة حق التحكم في مفاتيح ومفاعيل الحياة السياسية‏,‏ كبل الأحزاب إلي حد كبير‏.‏ فلم يسمح لها بممارسة أي نشاط خارج مقارها إلا بموافقة أجهزة الأمن‏.‏ الأمر الذي حد من نطاق حركة الأحزاب‏,‏ وجعلها في نهاية المطاف تخاطب نفسها بأكثر مما تخاطب المجتمع‏,‏ مما أسهم في إعاقة نموها وتقزيمها‏.
‏‏3 ‏ ـ أن الانشقاقات التي تكررت في الأحزاب لم تكن دائما ناشئة عن خلافات داخلية بين اعضائها‏,‏ وإنما كانت للعوامل الخارجية دورها فيها أيضا‏,‏ وإن شئنا ان نتصارح في هذه النقطة فلا مفر من الاعتراف بأن السلطة لم تكن بعيدة عن أغلب تلك الانشقاقات‏,‏ التي كان افتعالها يرتب لإقصاء بعض العناصر المشاغبة‏,‏ واستبدالها بآخرين من الموالين أو المتعاونين‏.‏السيناريو المتبع في هذه الحالة كما يلي‏:‏ يدفع أحد الأشخاص إلي اعلان التمرد والانقلاب علي قيادة الحزب‏,‏ وتنصيب نفسه قيادة بديلة الأمر الذي يثير حفيظة القيادة الأصلية‏.‏ ويحدث تنازع بين الطرفين حول المقار والادارة‏,‏ فتتدخل أجهزة الأمن ولجنة الأحزاب لفض النزاع‏,‏ الأمر الذي يؤدي إلي الانحياز الي القيادة المطلوبة‏,‏ أو إلي تجميد الحزب والخلاص من الصداع الذي يسببه‏.
كان حزب مصر الفتاة أول ضحايا هذا السيناريو في سنة‏1992,‏ ولكن الذي أحبط الانقلاب بصورة نسبية‏,‏ حكم أصدره المستشار طارق البشري الذي كان رئيسا لمحكمة القضاء الاداري آنذاك‏,‏ قضي فيه ببطلان تدخل لجنة الأحزاب في مثل هذه الصراعات‏,‏ باعتبار أن اختصاصها ينحصر في الموافقة علي تأسيس الأحزاب فقط‏,‏ أما الانحرافات التي تحدث فيها فنظرها يختص به القضاء وليس اللجنة‏,‏ لكن الأمر اختلف مع حزب العمل‏,‏ربما لأن الصداع الذي سببه كان أكبر‏.‏ إذ جري تحريك عناصر الانقلاب في سنة‏2000.‏ وتم تدخل الشرطة بسرعة‏,‏ التي منعت الدخول الي مقر الحزب بحجة الفصل بين المتنازعين‏,‏ ومن ثم تجميد الحزب وأوقفت صحيفة‏(‏ الشعب‏),‏ ولاتزال محجوبة برغم صدور‏14‏ قرارا قضائيا لصالح استمرارها‏.
ولا حل لذلك الاشكال الا برفع وصاية السلطة علي الحياة السياسية‏,‏ عن طريق إلغاء لجنة الأحزاب المبتدعة‏,‏ ليعود الحال إلي ما كان عليه قبل الثورة ـ والمعمول به في مختلف الديمقراطيات ـ بحيث يتم تعويم الأحزاب إذا جاز التعبير‏.‏ فتنشأ بتوافق ارادة الأطراف المعنية‏,‏ ويترك مصيرها للمجتمع‏.‏ وليس أدل علي فساد الدور الذي تقوم به اللجنة من أن كل الأحزاب التي أجازتها سقطت في اختبار الانتخابات التشريعية الأخيرة‏,‏ في حين أن الناجح الوحيد‏(‏ بعد الحزب الوطني بطبيعة الحال‏)‏ كان الإخوان المسلمين الذين لا تعترف لجنة الأحزاب بشرعيتهم‏.
لقد شعرت بالحزن والغيرة حين وجدت وسائل الاعلام تتحدث عن خمسة مرشحين أقوياء لخلافة شارون بعد غيابه عن الساحة‏,‏ إذ حين أدرت البصر من حولي حضرني بيت الشعر الذي يقول‏:‏ أني لأغمض عيني ثم أفتحها ... علي كثير ولكني لا أري أحدا .

عن الاستفزاز الدنماركى: تعليق شيخ الازهر اكثر استفزازا

قال الدكتور محمد سيد طنطاوي للسفير الدانمركي: "إن الإساءة إلى الأموات بصفة عامة تتنافى مع المبادئ الإنسانية الكريمة، سواء كانت هذه الإساءة إلى الأموات من الأنبياء أو الصالحين أو السياسيين وغيرهم ممن فارقوا الحياة".
وأردف شيخ الأزهر أنه "يرفض الإساءة إلى الرسول لأنه فارق الحياة، وأن الأمم العاقلة الرشيدة تحترم الذين انتهت آجالهم وماتوا".
وأضاف أن "ذلك هو ما تقتضيه العقول الإنسانية السليمة، وفي الوقت نفسه نحن نقدس الحرية، ولكن ينبغي أن تكون في حدود ما أباحته القوانين والشرائع".
كان هذا هو تعليق طنطاوى على ما نشرته صحيفة دنماركية من اساءة للرسول , و لكن تعقيب المفتى اعاد للامور نصابها
أما مفتي مصر الدكتور علي جمعة فقال خلال لقائه أيضاً بسفير الدانمرك: إنه "لا يمكن القول بأننا نرفض الإساءة للرسول لأنه مات وفارق الحياة؛ لأن الرسول لا يزال حيا في قلوب المسلمين، ويقتدون به في حياتهم اليومية".
وأردف إن "كل مسلم من بين المليار وثلاثمائة مليون مسلم على مستوى العالم يعد امتدادًا في الوقت الراهن للرسول، ولا ينبغي مطلقا الإساءة للأنبياء والصالحين، أو ازدراء الأديان السماوية".
وأكد أنه "لا يمكن مساواة الأنبياء والصالحين وغيرهم من البشر برجال السياسية لأن الأنبياء معصومون من الخطأ، ولا ينبغي الإساءة إليهم أو مساواتهم بغيرهم من البشر بحجة أنهم جميعا أموات".
نقلا عن اسلام اون لاين بتاريخ 23/1/2006

٢٢ يناير ٢٠٠٦

مجزرة قرية شمس الدين ... تحديث

مصراوى-22/1/2006
كشفت مصادر أمنية عن مفاجأة كبيرة في قضية مذبحة الصعيد التي راح ضحيتها 10 أفراد وجدت أعضاؤهم متناثرة في عزبة شمس الدين حسبما ذكرت جريدة الوطن
وقالت المصادر إن السلطات الأمنية ألقت القبض على تشكيل عصابي يضم ضباط شرطة برتب كبيرة ومشعوذا مغربيا أثناء محاولة التنقيب عن آثار فرعونية في قرية بيلا الملاصقة لعزبة شمس الدين.
وتبعا للمصادر ذاتها يشتهر المشعوذ المغربي المضبوط باستخدام الأعضاء الآدمية والدماء البشرية في البحث عن الكنوز وهو الأمر الذي دفع المحققين للربط بين التشكيل والمذبحة.
ويزيد من احتمال صحة هذا الربط ما ذهب إليه تقرير الطب الشرعي من صعوبة إمكانية قيام شخص واحد بارتكاب المذبحة بهذه الدقة والحرص على استخراج أعضاء بشرية دقيقة دون تشويه، الأمر الذي يلزمه ساعتان لتشريح جثة واحدة.
أمام ذلك فتحت الجهات المختصة ملف استخدام الشعوذة في استخراج الآثار الفرعونية، فيما رفض مجلس الشعب تبريرات وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي للحادث خاصة ما ذهب إليه من أن شخصا معتوها اعترف بارتكاب الجريمة.

إهانة نبي الإسلام تجدد السؤال: من يكره من؟

فهمي هويدي-الشرق الاوسط 18 / 1 / 2006
صدمة الرسوم الدنماركية الفاحشة التي أهانت نبي الإسلام وسخرت منه وحطت من شأن كل ما يمثله، ينبغي ألا تمر من دون أن نتوقف عند وقائعها ونستخلص دروسها، لأنها تشكل نموذجاً للكيفية التي تتعامل بها بعض الحكومات والنخب في الغرب مع الإسلام، وللكيفية التي ترد بها الأطراف الإسلامية على الإهانات التي توجه إلى عقيدتهم ونبيهم.
خلاصة الوقائع على النحو التالي: في الثلاثين من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي نشرت صحيفة «يولاندز بوسطن»، وهي من أوسع الصحف اليومية انتشاراً في الدنمارك، 12 رسماً كاريكاتورياً للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، أقل ما توصف بها أنها بذيئة ومنحطة إلى أبعد الحدود، ومع الرسوم نشرت الصحيفة تعليقاً لرئيس تحريرها عبر فيه عن دهشته واستنكاره إزاء القداسة التي يحيط بها المسلمون نبيهم، الأمر الذي اعتبره ضرباً من «الهراء الكامن وراء جنون العظمة»، ودعا الرجل في تعليقه إلى ممارسة الجرأة في كسر ذلك «التابو»، عن طريق فضح ما اسماه «التاريخ المظلم» لنبي الإسلام، وتقديمه إلى الرأي العام في صورته الحقيقية (التي عبرت عنها الرسوم المنشورة).
كان لنشر الصور الكاريكاتورية وقع الصاعقة على المسلمين الذين يعيشون في الدنمارك (180 ألف نسمة، يمثلون حوالي 3% من السكان البالغ عددهم 5.4 مليون شخص)، كما كان له نفس الصدى في أوساط ممثلي الدول الإسلامية في كوبنهاجن، فعقد 11 دبلوماسياً منهم اجتماعاً بحثوا فيه الأمر، وقرروا مطالبة الصحيفة بالاعتذار للمسلمين عن إهانة نبيهم، ولكن رئيس تحريرها رفض الاعتذار، فطلبوا مقابلة رئيس الوزراء الدنماركي لإبلاغه باحتجاجهم على نشر الصور، فرفض مقابلتهم بدوره، وأبلغهم من مكتبه بأن الأمر يتعلق بحرية التعبير التي لا تتدخل فيها الحكومة، وقيل لهم إن بوسعهم اللجوء إلى القضاء إذا أرادوا.
حين علم بالأمر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور اكمل الدين احسان أوغلو، فإنه وجه خطابات إلى رئيس وزراء الدنمارك والمسؤولين في الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي دعاهم فيها إلى التدخل لوقف حملة الكراهية ضد المسلمين، واتخاذ موقف حازم إزاء الإهانات التي توجه ضد نبيهم، وكان محور الردود التي تلقاها ـ خصوصاً من رئيس الوزراء الدنماركي ـ أن قضية حرية التعبير تمثل ركناً أساسياً في الديمقراطية الدنماركية، الأمر الذي اعتبر رفضاً لاتخاذ موقف إزاء الحملة، في الوقت ذاته تحرك سفراء الدول الإسلامية في جنيف، وقدموا شكوى إلى مفوضية حقوق الإنسان في العاصمة السويسرية، اعتبروا فيها موقف الصحيفة الدنماركية محرضاً على العنصرية والكراهية للمسلمين، فقررت المفوضية تحري الأمر وإعداد تقارير عن الموضوع يفترض أن ينتهي إعدادها يوم 24 من الشهر الحالي.
أدرجت المسألة ضمن جدول أعمال القمة الإسلامية التي عقدت في مكة في السابع من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وبناء على ذلك عبرت إحدى توصيات المؤتمر عن القلق إزاء الحملات الإعلامية المسيئة إلى الإسلام ونبي المسلمين، وأشارت إلى مسؤولية جميع الحكومات عن ضمان احترام الديانات المختلفة، وعدم جواز التذرع بحرية التعبير للإساءة إلى الأديان والمقدسات.
بعد ثلاثة أشهر من التجاهل والصمت، وفي أعقاب التفجيرات التي حدثت في لندن، علق على قضية الرسوم الكاريكاتورية المفوض العدلي بالاتحاد الأوروبي فرانكو فراتيني، قائلاً إن نشرها لم يكن تصرفاً حكيماً، باعتبار أنه من شأن ذلك أن يشيع الكراهية ويشجع على التطرف في أوروبا.
بينما الرسائل يتم تبادلها بين الأطراف المختلفة، انتقد 22 سفيراً دنماركياً، أغلبهم عملوا في البلاد العربية موقف حكومة بلادهم من المسألة، وقام وفد من مسلمي الدنمارك يمثلون 21 مركزاً إسلامياً ومنظمة بزيارة إلى القاهرة، التقوا خلالها شيخ الأزهر والأمين العام لجامعة الدول العربية، وانتقد وزراء خارجية الدول العربية سلبية الحكومة الدنماركية إزاء الإهانة التي لحقت بنبي الإسلام، ووجد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أنه لا مفر من اتخاذ موقف عملي يوصل رسالة الاحتجاج والغضب إلى حكومة الدنمارك، التي تعاملت مع الحدث بقدر لافت للنظر من عدم الاكتراث واللامبالاة، ولذلك قرر إعلان مقاطعة المنظمة لمشروع دنماركي، يتمثل في إقامة معرض كبير تحت عنوان «انطباعات عن الشرق الأوسط» تغطي حكومة كوبنهاجن جزءاً من تكاليفه، ويفترض أن تسهم الدول العربية (الخليجية) في تغطية بقية النفقات .
وبعث الدكتور اكمل الدين أوغلو رسالة بهذا المعنى إلى الجهة المعنية في كوبنهاجن، أبلغها فيها بأن منظمة المؤتمر الإسلامي طلبت من كل الأعضاء مقاطعة المشروع، احتجاجاً على موقف بلادهم الرسمي من إهانة نبي الإسلام. أخيراً، في أعقاب كل تلك التطورات، تطرق رئيس وزراء الدنمارك إلى الموضوع في بيان رأس السنة الميلادية، الذي بثه التلفزيون قال فيه إن حكومته تدين أي تعبير أو تصرف يسيء إلى مشاعر أية جماعة من الناس، استناداً إلى خلفياتهم الدينية أو العرقية، وبهذه الإشارة المخففة، تصور الرسميون في كوبنهاجن أنه تمت تسوية الأمر، في الوقت الذي بدا فيه لكل ذي حس سليم أن الجرح أكبر وأعمق بكثير من أن يداوى بكلمات عامة وخجولة من ذلك القبيل.
من ناحية أخرى، كانت بعض المنظمات الإسلامية في الدنمارك قد رفعت قضية ضد الصحيفة التي تبنت الإساءة البذيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، ولكن المدعي العام رفض القضية معتبراً أن نشر الرسوم الكاريكاتورية تم في إطار حرية التعبير التي يحميها القانون، وفي حين اختص رئيس تحرير صحيفة «يولاندز بوسطن» بالقرار، فإن صدوره شجع صحيفة مسيحية محافظة أخرى في الترويج «مجازينت» على إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية الاثني عشر، ومن ثم الترويج لحملة السخرية البذيئة من نبي المسلمين ودينهم.
ولا يزال الملف مفتوحاً، حيث قدم مسلمو الدنمارك طعناً في قرار المدعي العام، وثمة مشاورات حول الموضوع ما زالت جارية بين ممثلي الدول الإسلامية في جنيف ولدى منظمة اليونيسكو، وليس معروفاً بعد كيف سيكون موقف ممثلي تلك الدول من المسألة.
إن ما يثير دهشتنا واستياءنا ليس فقط أن يتطاول شخص أو منبر إعلامي على نبي الإسلام ومقدسات المسلمين، فالمتعصبون والموتورون والحاقدون والمغرضون، موجودون في كل مجتمع، وهم كثر في الغرب، خصوصاً إذا ما تعلق الأمر بالشأن الإسلامي، ومن أسف أن أصوات هؤلاء طغت على أصوات العقلاء والمنصفين من مثقفي الغرب، لكن ما يثير الدهشة والاستياء أيضاً وبدرجة أكبر هو مسلك الحكومة والقضاء في الدنمارك، حيث يفترض أن تتنزه مواقفهما عن الهوى والغرض، وأن يكون تعبيرهما أكثر التزاماً بمعايير الإنصاف وبمقتضيات المصلحة العامة.
فليس صحيحاً أن السخرية والطعن في نبي الإسلام ورموز المسلمين يعد من قبيل ممارسة حرية التعبير، لأن الذي تعلمناه في دراسة القانون أنه لا توجد حرية مطلقة إلا فيما يخص حرية الاعتقاد والتفكير، أما التعبير فهو سلوك اجتماعي يرد عليه التنظيم في أي مجتمع متحضر، وعند فقهاء القانون في النظام الأنجليسكسوني وفي النظم اللاتينية، فضلاً عن الشريعة الإسلامية، فإن حرية التعبير يسبغ عليها القانون حمايته طالما ظلت تخدم أية قضية اجتماعية، ولا تشكل عدواناً على الآخرين، وللمحكمة الدستورية العليا في الولايات المتحدة أحكام متواترة بهذا المعنى .
والعبارة المتكررة في تلك الأحكام تنص على أن حماية حرية التعبير تظل مكفولة طالما تضمنت حداً أدنى من المردود الاجتماعي النافع، ونصها بالإنجليزية كما يلي: A minimum of social redeaming value إن كل القوانين تجرم سب الأشخاص والقذف في حقهم، حيث لا يمكن أن يعد ذلك نوعاً من حرية التعبير، لأن السب في هذه الحالة يعد عدواناً على شخص آخر، ومن ثم فأولى بالتجريم سب نبي الإسلام الذي يؤمن بنبوته ورسالته ربع سكان الكرة الأرضية، وحين حدثت في الأمر الدكتور أحمد كمال أبوالمجد وهو خبير قانوني دولي، أيد ما ذكرت وأضاف أنه حتى إذا سلمنا بأنه لا توجد نصوص في التشريعات الدنماركية تعاقب على سلوك الصحيفة المشين، فإن هناك التزاماً أخلاقياً وسياسياً يفرض على المسؤولين في الدولة إدانة ذلك المسلك، انطلاقاً من الحرص على حماية المعتقدات الدينية ودفاعاً عن فكرة التعددية الثقافية.
إضافة الدكتور أبوالمجد بأن عدم اتخاذ موقف صريح وحازم من جانب حكومة الدنمارك إزاء الطعن في نبي الإسلام يفتح الباب لشرور كثيرة، من بينها فتح الأبواب واسعة لإشعال حروب ثقافية لا مصلحة لأحد فيها، الأمر الذي يهيئ المناخ لإحلال القطيعة بين الشعوب والثقافات محل التواصل، والصراع محل التعاون، وليس معقولاً أن يكون ذلك ما تسعى إليه حكومة الدنمارك.
إن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو: لماذا لا تعلن حكومات الدول الإسلامية استهجانها واستنكارها لموقف حكومة الدنمارك بشكل صريح وحازم، أسوة بموقف منظمة المؤتمر الإسلامي التي دعت إلى مقاطعة المؤتمر الدنماركي عن الشرق الأوسط، ذلك أن مثل ذلك الطعن الجارح إذا وجه إلى أي رئيس دولة في منطقتنا لقامت الدنيا ولم تقعد، ولسحب السفير وتهددت العلاقات الدبلوماسية فضلاً عن المصالح الاقتصادية للقطيعة، فهل نستكثر على نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام أن نغضب لشخصه ولكرامته بما هو دون ذلك بكثير؟ وألا يخشى إذا استمر الصمت الرسمي في العالمين العربي والإسلامي، أن يخرج علينا من يطرح العنف بديلاً عن المعالجة الدبلوماسية الرصينة، فيفتي مثلا بإهدار دماء محرر الصحيفة الدنماركية ورساميها، وتكون هذه شرارة فتنة جديدة لا يعلم إلا الله مداها؟
أخيراً فإن الواقعة تجدد سؤالاً آخر طالما طرحناه حينما كان يفتح باب الحديث عن عداء المسلمين المزعوم للغرب، هو: من حقاً يكره من؟

٠٣ يناير ٢٠٠٦

الغموض الرهيب فى مجزرة قرية شمس الدين

المحيط-انجى الخولى
"أشارت المعاينات إلي أن السفاح باغت الضحايا في أثناء نومهم بطريقة فجائية‏,‏ ولم يكن أمامهم فرصة للاستغاثة أو السيطرة علي القاتل المتوحش الذي راح يمثل بجثث قتلاه بطريقة عبثية وحشية‏,‏ حيث تبين ذبح جميع الضحايا من الرقبة باستخدام آلة حادة بطريقة واحدة وشق بطونهم بالأداة نفسها‏,‏ ثم الضرب بعنف علي مؤخرة الرأس من خلال سنجة أو ساطور‏,‏ فضلا عن استئصال أعضاء الذكورة بطريقة متماثلة‏,‏ والعبث بالاعضاء التناسلية للسيدات‏."
"أكد الأهالي أن الضحايا من ذوي السمعة الحسنة، ولا تجمع بينهم صلة قرابة، وأن الخيط الوحيد الذي كان يجمعهم هو صلاة الفجر"
"أثناء معاينة رجال المباحث لأماكن الحادث وبجوار جدار المنزل الثانى عثر على " فردة حذاء " تبدو جديدة ملقاة بالقرب من محول كهرباء فالتقطها رجال المباحث حيث بدا وجودها غريب وليس هناك ما يدعو الى القائها "
"أهالى العزبة يتحدثون عن مشعوذ كان يزعم تحضير الجان وانه يستطيع إخراج الكنوز من منازل الفلاحين وتردد على منازلهم بعد ان انتشرت بالعزبة ظاهرة البحث عن الكنوز الوهمية من فترة طويلة ، ووقعت بسببها عدة حوادث ، وكان المشعوذون يستخدمون الاطفال المذعورين فى طقوسهم كما يستخدمون الطيور المذبوحه "

العربى الناصرى-صالح رجب
"أهالى عزبة شمس الدين رفضوا تلقى العزاء فى القتلى وألمح بعضهم إلى قضية حدثت فى قرية مجاورة لهم تسمى كديس منذ أربع سنوات حيث قتل مسيحيان مسلمين ومثلوا بهم إلا أن المسلمين سرعان ما ثأروا لأنفسهم وبرر أهالى القرية هذا الاتجاه بعدم وجود رابط أسرى بين الضحايا مما ينفى الثأر أو القتل لحماية العرض كما لم تتم سرقة أى متعلقات بالضحايا بالإضافة إلى البشاعة التى تم ارتكاب الجريمة بها ووجود الحمام المذبوح دلالة على انتهاء السلام بين المسلمين والمسيحيين مقابل ذلك رفض كبار القرية هذا الاتجاه مؤكدين أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين يسودها الود والمحبة "
"علمت العربى أن الجهات الأمنية تدرس ملف المسيحيين خاصة أن مدينة بنى مزار التى تنتمى إليها القرية تتميز بتواجد قبطى مكثف يصل إلى 60% من سكانها فيما عدا تلك القرية التى لا يوجد بها سوى منزل أسرة واحدة مسيحية وأعادت القضية إلى الأذهان الإرهاب فى محافظة المنيا فى الأعوام من 93 إلى 99 والتى راح ضحيتها 882 ضابط شرطة وأكثر من 2000 من المواطنين وهى الفترة التى أقيل بسببها وزير الداخلية المصرى الأسبق عبدالحليم موسي"
"ودلائل الحادث إلى أن تنفيذ المجزرة تم بعد منتصف الخميس الماضى بعزبة شمس الدين حيث تسلل الجناة والذين ربما شكلوا مجموعات انتقامية واقتحموا المساكن الثلاثة فى غفلة وتسللت كل مجموعة إلى أحد المنازل المستهدفة وفى توقيت واحد تقريبا أجهزوا على أفراد الأسر الثلاث بآلات حادة وقتلوا كل من وجدوا أمامهم ومثلوا بالجثث وانتزعوا أعضاءهم التناسلية."

المصريون
"فجر تقرير الطب الشرعي حول المجزرة التي راح ضحيتها عشرة أشخاص في عزبة شمس الدين بمحافظة المنيا ، العديد من المفاجآت ، مؤكداً على أن الجريمة قام بها أشخاص متخصصون في الجراحة والتشريح .وقال التقرير إن قطع أعضاء الذكورة من المتوفين تم بطريقة فنية لا يقوم بها شخص عادي غير متمرس على العمليات الجراحية، مؤكداً أن الجريمة ارتكبها أكثر من فرد في وقت واحد.وأوضح التقرير أن عملية الاستئصال اختلفت من شخص إلى آخر، كما بدأ شق البطن من الجانب الأيسر في جميع الجثث وهي خلفية طبية معروفة ، كما كشف التقرير أن الجناة رشوا مادة مخدرة محدودة على وجوه الضحايا، وأنهم قاموا بتقطيع الجثث بتركيز شديد، دون تسرع."

٠٢ يناير ٢٠٠٦

الحكومة الجديدة وتدشين لحقبة حكم رجال الأعمال

نقلا عن المصريون 31/12/2005
التشكيلية الوزارية الجديدة عززت وجود رجال الأعمال المقربين من جمال نجل الرئيس الذين ارتفع عددهم من اثنين إلى ستة ، وباتوا يشغلون خمس الحقائب الوزارية ، لكن نفوذهم يتجاوز ذلك باعتبار أنهم سيطرون على وزارات المجموعة الاقتصادية بشكل كامل .
وتضم التشكيلة الجديدة أربعة من كبال رجال الأعمال في مصر وهم وزير الصحة حاتم الجبلي الذي يملك اكبر مستشفى خاص في مصر (دار الفؤاد) وله نشاطات تجارية متعددة ووزير النقل محمد منصور وهو واحد من اكبر الأثرياء ويملك توكيل "جنرال موتوز" للسيارات في مصر وتوكيل مطاعم ماكدونالدز ومشاريع تجارية في مجالات عدة ووزير السياحة زهير جرانة وهو من اكبر المستثمرين في هذا المجال ووزير الزراعة أمين أباظة الذي يعد من اكبر مصدري القطن المصري.
وبقي اثنان آخران من كبار رجال الأعمال في التشكيلة الجديدة هما وزير الصناعة والتجارة رشيد احمد رشيد ووزير الإسكان احمد المغربي الذي كان وزيرا للسياحة في الوزارة السابقة.
وبرر نظيف تعزيز وجود رجال الأعمال في الحكومة الجديدة برغبته في تشجيع الاستثمار في مصر إلا أن إسناد وزارتي خدمات (الصحة والنقل) إلى اثنين منهما أثار انتقادات من المعارضة المصرية.