٢٩ يناير ٢٠٠٦

هكذا يجب ان تكون المقاطعة

نقلا عن العربية 28/1/2006

بعد أقل من أسبوع على استدعاء الرياض سفيرها في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن محمد بن إبراهيم الحجيلان، وقيام حملة شعبية ضخمة لمقاطعة البضائع الدنماركية في السعودية احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (ص) قامت الصحيفة الدنماركية التي نشرت تلك الرسوم بالاعتذار إلى مواطني المملكة في رسالة باللغة العربية نشرتها عبر مواقعها الإلكتروني.
وكانت الحملة الشعبية الواسعة لمقاطعة البضائع الدنماركية قد استخدمت فيها شبكة الانترنت والهواتف النقالة وتجاوبت معها شركات سعودية ورجال أعمال كبار في البلاد الأمر الذي هدد المصالح الاقتصادية الدنماركية بخسارة ملايين الدولارات من اكبر الأسواق العربية.

وقال مدير التسويق في شركة اسواق "بنده" العزيزية - شركة سعودية - طلال العميد لوكالة الأنباء الفرنسية ان الشركة بدأت منذ امس (الجمعة) بسحب المنتجات الدنماركية التي تبيعها في اسواقها المركزية وما زالت مستمرة في سحب المتبقي. من جانبه ذكر خالد بن عبدالعزيز السدحان مدير عام شركة "السدحان" التي تمتلك ايضا العشرات من الاسواق المركزية في موقع الشركة على الانترنت, ان ادارة الشركة قررت منذ ايام وقف بيع المنتجات الدنماركية في اسواقها ووقف توزيعها. كما أكد مسؤول في شركة "مجموعة العثيم التجارية" وهي تمتلك ايضا العشرات من الاسواق المركزية, أن رئيس المجموعة عبدالله صالح العثيم اصدر قرارا بمنع التعامل مع المنتجات الدنماركية بيعا او شراء احتجاجا على ما حدث في الدنمارك من اساءة للرسول محمد. واعلنت مراكز تجارية عدة في السعودية ايضا مقاطعتها للمنتجات الدنماركية تجاوبا مع الدعوة التي وجهها رجال دين واسلاميون عبر الانترنت والهاتف الجوال. وذكر يونس سكيني مدير في مجموعة شركات التميمي السعودية التي تملك 10 اسواق مركزية في الرياض والدمام, ان رئيس الشركة طارق التميمي اصدر اوامره بعدم بيع او شراء المنتجات الدنماركية في اسواق الشركة احتجاجا على الاساءة للرسول.

وقد وجه كارستن يوستي رئيس تحرير صحيفة "يولانس بوستن" الدنماركية اعتذارا لـ"مواطني المملكة العربية السعودية" في مقال نشر بالعربية على موقع الصحيفة على الإنترنت، مشيرا إلى أن ثمة "سوء تفاهم" حصل حول "الرسومات للنبي محمد والتي أدت إلى مقاطعة المنتجات الدنماركية في بلدكم". وأشار إلى أن هذه الرسومات نشرت قبل 4 أشهر ضمن حوار دنماركي حول حرية التعبير وهو "حق نعتبره مهم جدا في الدنمارك".وأضاف بأن هذه النشرة "صورت وكأنها حملة ضد المسلمين في الدنمارك والعالم الإسلامي، وهذا "ما أريد تصحيحه". وأكد بأنه "لم يكن بقصد الصحيفة أن تسيء لأحد في معتقداته الدينية ولكن للأسف هذا ما حدث فعلا. ولكن بدون قصد".ونحن - يمضي كارستن يوستي - قد تأسفنا عدة مرات في الأشهر الماضية في صحيفتنا، في الصحف الأخرى، في التلفزيون، في الراديو، ووسائل الاعلام العالمية.وختم بأنهم في "يولانس بوستن" يشعرون "بالأسف لأن الموضوع قد وصل إلى هذا الحد ولذلك عيد ونقول إنه لم بقصدنا أن نسيء لأحد، ونحن نعتقد مثل باقي المجتمع الدنماركي باحترام حرية الأديان".
موقع الجريدة: http://www.jp.dk/

تصريحات الزهار عقب فوز حماس

نقلا عن إيلاف 29/1/2006
محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس - عقب نتيجة الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي فازت بها حماس بالغالبية المطلقة مما ادى بالرئيس الفلطسيني محمود عباس ان يطلب منها تشكيل الحكومة - يصرح:
لن نعترف باسرائيل ويمكن التوصل الى "هدنة"
وفي مقابلة مع صحيفة صنداي تلغراف البريطانية اليوم الأحد، اوضح الزهار الذي اجريت المقابلة معه في منزله في مدينة غزة "لن نعترف باسرائيل" لكنه قال "قد نتوصل الى هدنة طويلة الامد".
واعتبر "يجب الا يخشانا العالم". لكن مضى يقول "يجب ان يخشانا الجواسيس واللصوص (الاسرائيليون) الذين نهبونا ارضنا". واشار الزهار الى ان حماس ليس لها اتصال رسمي مع الغرب حتى الان لكنه شدد على وجود "قنوات اتصال ونلتقي باستمرار". وردا على سؤال حول طموحاته السياسية اكد الزهار انه لا ينوي الترشح لاي منصب مهم في الحكومة الجديدة. واضاف "ليس لدي طموح شخصي في ان اصبح رئيسا للوزراء".وشدد على ضرورة "عدم التنازل في شيء (تجاه الاسرائيليين)".
الولايات المتحدة ليست عدونا
وفي مقابلة اجرتها معه شبكة التلفزة الاميركية سي.بي.اس في منزله بقطاع غزة، قال الزهار "لا نعتبر اميركا عدونا". واكد ان حماس تبحث لدى الرئيس بوش عن "احقاق العدالة. صدقني، سيقيم الناس رابطا بين ما يحصل في العراق وافغانستان وفلسطين. وهذا لن يخدم المصالح الاميركية". وقال الزهار ان الرئيس الاميركي يمسك بمفتاح السلام في المنطقة، معتبرا ان "ليس لدى احد في الحكومة الاسرائيلية الثقة الكافية بنا للبدء بالتفاوض". واكد الزهار ان حماس "مستعدة لاقامة دولة مستقلة في اي منطقة محررة من الاحتلال (الاسرائيلي)، لكننا لا نقبل اي عدوان علينا". واضاف "اعطونا فرصة لنعيش مثل البشر"، عندئذ "ستتوقف" العمليات الانتحارية ضد اسرائيل.

مصر و عهد الاصفار !!

د. محمد جمال حشمت-المصريون 28/1/2006
أشعر بكل أسف أن مصر التاريخ المشرف والأمة الناهضة التى تمد أيديها لكل محتاج والصخرة التى وقفت فى وجه كل غاصب ومعتد على أرضها و أمنها ,الحامية لأمتها من العدوان والغزو , كأنها ترمى بكل هذا التاريخ خلف ظهرها والسبب فى ذلك حكام هذا الزمان الذين تجاوزوا كل الأعراف وجعلوا من مصر أضحوكة العالم واكتفوا بالحديث عن عظمة مصر وريادتها بينماهى تنهار أمام نزوات الأبناء وشهواتهم و المقربين وسفاهتهم لذا فقد حصدت مصر فى عهدهم كل الأصفار وللعجب فى كل الميادين من سياسة وإقتصاد وتعليم وإعلام وثقافة ورياضة وفنون حتى الأزهر ورمزيته الدينية التى إنهارت على يد شيخه الذى افتقد نعمة الإحساس بجلال المنصب وجعل نفسه موظفا ملكيا أكثر من الملك ورغم إستسلامه لمخبر الأمن وتعليماته إلا أنه قد تجاوز كل الخطوط الحمراء لكسب رضا الحاكم ونظامه والغرب وزعمائه وهو لايدرك أنه الخاسر الأكبر لا الإمام الأكبر !! حتى رجال الأمن فى أحد حوراتى معهم قالوا أنه- بالنسبة لهم- ورطة لايمكن التخلص منها !! أضف إلى ذلك أن التلوث الذى أصاب الحكام وزبانيتهم قد إنتشر فى أرجاء البلاد فطال الماء والهواء والغذاء والضمائر بل وجدت هذه الضمائر الميتة من يحميها ويدافع عنها لذا ليس عجيبا ولاغريبا أن نرى:

1-أن الفلسطينين الذين يعيشون تحت الإحتلال يستمتعون بحريتهم فى إختيار نوابهم بينما مصر التى تخاطب العالم بأن يحترم خيارات الشعب الفلسطينى لاتحترم هى خيار شعبها وتقتل 14 ناخبا وتصيب أكثر من2500 أخرين وتمنع الآلاف من دخول اللجان وتأمر بعض القضاة لتزوير النتائج بكل فجور وبدم بارد - ويخرج علينا من سرق المقعد والمفكر الذى حرم من التركيز والتفكير السديد فى أهرام الجمعة بعتاب أمريكا التى تطالب بالإفراج عن أيمن نور من سجون مصر بينما هو وحكومة مصر لايفكرون فى المصريين القابعين فى سجون أمريكا فى جوانتامو ولايطالبون بالإفراج عنهم !!

2-أن المعتقلين من الإخوان الذين أفرج عنهم بعد أكثر من شهرين فى سجون الظلم قد تم القبض على البعض منهم بصورة غير إنسانية فهذا مدرس تم القبض عليه من داخل الفصل أمام تلاميذه وذاك طبيب جراح بعد أن أعطى مريضه حقنة التخدير نسى خيطا مخصوصا جلبه لمريضه فخرج لإحضاره من سيارته ولم يعد الى غرفة العمليات إلا بعد شهرين !! وذاك –أى والله العظيم – شاب إقتحموا منزله وغرفة نومه وهو يعاشر زوجته !!!! وكلما تذكر ذلك بكى وحق له أن يبكى فقد سرق منا الآمان والرزق والكرامة لقد سرقت منا مصر !!

3-أن الشائعات قد وجدت لها أرضا خصبة فى دولة فقد أهلها الثقة فيمن يحكمهم فأمس تسرى شائعة بتلوث المياه وأخرى بتطعيم شلل الأطفال الفاسد ووفاة أطفال واليوم إنتشار شائعة بوجود مرض أنفلونزا الطيور وكلها شائعات غير صحيحة تفسد على الناس حياتهم الإجتماعية والإقتصادية لقد كان من المفترض فى ضوء غياب أنفلونزا الطيور المزعوم هذا من مصر أن تزدهر صناعة الدواجن التى تستحوذ على أكثر من 20 مليار جنيه ويعمل بها حوالى 5 مليون عامل بل وتصدر مصر الآمنة للدول الأوربية والأسيوية ولكن صمت حكومى يعقبه إفلاس وخراب بيوت المصريين هو المتوقع بينما النظام غافل عن حياة الشعب ,مشغول بكيفية مواجهة المعارضين وطرق الإستمساك بالسلطة والإستمرار فى الحكم !!!

4-أن الملايين والمليارات تنفق ببذخ فى غير ذات نفع أو فائدة تعود على الشعب المصرى بينما البطالة تنهش كرامة المصريين والتلوث ينهش أرواحهم ومازالت التقارير الحكومية تعترف بأن 68% من مدن مصر و96% من قرى مصر محرومة من الصرف الصحى مما أدى الى تلوث المياه الجوفية والبحيرات والزراعات وانتشرت أمراض الحميات والفشل الكبدى والكلوى والتسمم الغذائى بينما يأكل أفراد النظام وحواريهم ويشربون من الخارج المعقم ذا القيمة الغذائية العالية !!!

5-أن الإعلام المصرى المؤمم (الصحف الحكومية و قنوات التلفاز الأرضية والفضائية) لم يتحمل قدرا ضئيلا من الحرية التى إستنشقها أثناء حملة الإنتخابات الرئاسية فتسمم وعاد الى غرفة العناية المركزة التى تتحدث عن مصر لانعرفها ولانراها وقد فقدت هذه الوسائل الإعلامية المصداقية والثقة وصارت بلا مشاهد واعى عاقل يستطيع أن يتحمل كل هذا الكم من الكذب والفجور الذى تبثه ليلا نهارا !!

إن مصر تحيا مأساة قد تحددت معالمها وانهيارات قد تعددت صورها فتمزقت من الداخل بقدر ما تشوهت من الخارج ولم يبق أمامها وأمام أبنائها المخلصين درأ للمخاطر التى تواجهها إلا خيار واحد هو مقاومة أسباب التدهور بكل السبل المدنية السلمية المشروعة ـ مع الصبر و الثبات ـ وإزاحة كل من أفسد على مصر تاريخها وهدد اليوم مستقبلها وهو ما يستلزم نية خالصة لله لنصرة مصر وهمة عالية للفداء وقدرة عظيمة للصمود ووعى بخطوات الطريق وعوائقه وكيفية التغلب عليها , و ماالنصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم.

لماذا يساند النظام نعمان جمعة؟

نقلا عن مقال محمود سلطان-المصريون 28/1/2006
السلطات المصرية ساندت نعمان جمعة ..! وهي المساندة التي طرحت سؤالا بشأن لماذا لم تساند إبراهيم شكري في أزمة حزب العمل و لا غيره من رؤساء الاحزاب الاخرى ؟!النظام بالتأكيد لم يحب جمعة و يكره إبراهيم شكري .. فالمسألة ليست مسألة حب و كراهية .. و إنما مسألة "سيناريو" إذا ترك له الحبل على الغارب أو ان يتطور بعفوية ، فإنه سيفتح العيون و الشهية على أن يمتد ليصيب الجماعات السياسية المصرية و على رأسها الحزب الوطني .. "شبيه الوفد" في كل شئ تقريبا.
فالوفد شهد ثلاثة رؤساء قبل جمعة : سعد زعلول و النحاس باشا و فؤاد سراج الدين .. و الثلاثة ازيحوا من على الكرسي ليس من خلال حراك سياسي داخلي و إنما من خلال التغييب القهري إذ غيب الموت زغلول و فؤاد سراج الدين فيما تغير النحاس باشا ، مع الغاء الأحزاب في مصر بعد ثورة يوليو عام 1952 و توفى قبل أن يعيد السادات الحياة الحزبية.
و الحزب الوطني .. شاء أو ابى .. هو امتداد حزب السلطة "الاتحاد الاشتراكي" تبدلت اسماؤه بينما ظل مضمونه على حاله باعتباره حزب النظام .. تعاقب عليه رئيسان قبل الرئيس مبارك .. و هما الراحلان عبد الناصر و السادات .. غيبهما الموت .. الطبيعي في حال الأول و القسري بالاغتيال في حال الثاني .. و ليس عن طريق حراك سياسي تغييري أو اصلاحي داخلي.
و الخطير في الأمر أن هذا التماثل يجعل من الوفد في صيغته الجديدة . حدثا وسابقة جديدة تغري أو على الاقل تسبب حرجا بالغا للجميع خاصة الحزب الوطني .. ويجعله عرضة لسيناريوهات مماثلة .. ولا ننسى أن قوى عربية واقليمية ودولية كانت تخشى أن يؤثر فوز الاخوان في الانتخابات البرلمانية الاخيرة على نتائج الانتخابات البرلمانية الفلسطينة .. ويشجع على فوز حماس "اخوان فلسطين" في الانتخابات و هو ما حدث فعلا .
لذا فإن مساندة النظام لجمعة .. كانت من قبيل قطع الطريق على أية محاولة جادة ترسي ثقافة جديدة لم تعرفها الاحزاب وقياداتها المسنة و المؤبدة .. فالمواجهة الحقيقية الآن ليست بين جمعة و اباظة أو بين الحزب و جمعة و انما بين الوفد و بين السلطة .. و هذه هي المشكلة التي ينبغي ان يعيها الجميع و هم يراقبون ومايجري داخل حزب الوفد .. فما يجري في الاخير هو صدى حقيقي لمخاوف حقيقية داخل النظام من ان تنتصر قوى الاصلاح و التغيير .. في اية تجربة سياسية مصرية خارجه .. فالنظام كما عهدناه دائما .. تقلقه كلمة تغيير و تفزعه دعوة اصلاح.

٢٤ يناير ٢٠٠٦

تراجيديا الاحزاب السياسية فى مصر

مقتطفات من مقال فهمى هويدى-الاهرام 24/1/2006
الانقلاب الذي حدث في حزب الوفد سبقته انقلابات وانشقاقات شملت الأحزاب التالية‏:‏ مصر الفتاة ـ العمل ـ الأحرار ـ الوفاق ـ العدالة ـ الغد‏.
وإلي جانب ذلك‏,‏ ثمة تصدع مكتوم في الحزب الناصري‏,‏ عبرت عنه أزمة صحيفته‏(‏ العربي‏)‏ التي انفرط عقد رئاسة تحريرها‏,‏ وتجلت في الاستقالة الاحتجاجية التي قدمها أمين الحزب في أسيوط‏,‏ وهو أحد أركان الحزب المهيمن‏.‏ وهناك تصدع مماثل في داخل حزب التجمع‏,‏ عبر عنه الذين شاركوا في ندوة مستقبل اليسار في مصر‏,‏ التي عقدها مركز الدراسات الاشتراكية بالقاهرة في الأسبوع الماضي‏,‏ واتهم الصوت العالي في الندوة قيادة الحزب بخذلان اليسار وتشويه صورته‏.‏
الصورة من هذه الزاوية مقلقة للغاية‏,‏ حيث نصبح بازاء مفارقة تبدو فيها الساحة المصرية مكتظة بالأحزاب‏(21‏ حزبا رسميا‏),‏ في حين يعاني نصف تلك الأحزاب من الإعاقة والتشوه الخلقي‏,‏ بينما يعاني النصف الآخر من التصدع الظاهر أو الخفي‏,‏ ولا يظل واقفا علي قدميه في الساحة سوي الحزب الوطني محمولا علي أكتاف السلطة‏.‏ وفي مقابله يقف الإخوان المسلمون مستندين إلي التأييد الشعبي النسبي الذي أوصل‏88‏ منهم الي مقاعد البرلمان‏,‏ برغم افتقادهم إلي الشرعية القانونية‏.
لماذا أصبح التشرذم والانشقاق ظاهرة في الأحزاب المصرية؟
‏1 ‏ ـ أن ظهور الأحزاب ظل مرهونا بإجازة السلطة‏,‏ التي أناط بها القانون عملية اختيار منافسيها أو معارضيها‏.‏ ولأنه قرار السلطة‏,‏ فإن عوامل متعددة باتت تتحكم في ظهور الحزب أو حجبه‏,‏ تسهم فيها اعتبارات الملاءمة السياسية والأمنية إلي حد كبير‏,‏ وليس بينها قواعد الحزب أو شعبيته‏.‏ وهو ما أفرز أحزابا رصيدها لدي السلطة أكبر من رصيدها في المجتمع‏.
‏‏2‏ ـ أن قانون الأحزاب الذي خول السلطة حق التحكم في مفاتيح ومفاعيل الحياة السياسية‏,‏ كبل الأحزاب إلي حد كبير‏.‏ فلم يسمح لها بممارسة أي نشاط خارج مقارها إلا بموافقة أجهزة الأمن‏.‏ الأمر الذي حد من نطاق حركة الأحزاب‏,‏ وجعلها في نهاية المطاف تخاطب نفسها بأكثر مما تخاطب المجتمع‏,‏ مما أسهم في إعاقة نموها وتقزيمها‏.
‏‏3 ‏ ـ أن الانشقاقات التي تكررت في الأحزاب لم تكن دائما ناشئة عن خلافات داخلية بين اعضائها‏,‏ وإنما كانت للعوامل الخارجية دورها فيها أيضا‏,‏ وإن شئنا ان نتصارح في هذه النقطة فلا مفر من الاعتراف بأن السلطة لم تكن بعيدة عن أغلب تلك الانشقاقات‏,‏ التي كان افتعالها يرتب لإقصاء بعض العناصر المشاغبة‏,‏ واستبدالها بآخرين من الموالين أو المتعاونين‏.‏السيناريو المتبع في هذه الحالة كما يلي‏:‏ يدفع أحد الأشخاص إلي اعلان التمرد والانقلاب علي قيادة الحزب‏,‏ وتنصيب نفسه قيادة بديلة الأمر الذي يثير حفيظة القيادة الأصلية‏.‏ ويحدث تنازع بين الطرفين حول المقار والادارة‏,‏ فتتدخل أجهزة الأمن ولجنة الأحزاب لفض النزاع‏,‏ الأمر الذي يؤدي إلي الانحياز الي القيادة المطلوبة‏,‏ أو إلي تجميد الحزب والخلاص من الصداع الذي يسببه‏.
كان حزب مصر الفتاة أول ضحايا هذا السيناريو في سنة‏1992,‏ ولكن الذي أحبط الانقلاب بصورة نسبية‏,‏ حكم أصدره المستشار طارق البشري الذي كان رئيسا لمحكمة القضاء الاداري آنذاك‏,‏ قضي فيه ببطلان تدخل لجنة الأحزاب في مثل هذه الصراعات‏,‏ باعتبار أن اختصاصها ينحصر في الموافقة علي تأسيس الأحزاب فقط‏,‏ أما الانحرافات التي تحدث فيها فنظرها يختص به القضاء وليس اللجنة‏,‏ لكن الأمر اختلف مع حزب العمل‏,‏ربما لأن الصداع الذي سببه كان أكبر‏.‏ إذ جري تحريك عناصر الانقلاب في سنة‏2000.‏ وتم تدخل الشرطة بسرعة‏,‏ التي منعت الدخول الي مقر الحزب بحجة الفصل بين المتنازعين‏,‏ ومن ثم تجميد الحزب وأوقفت صحيفة‏(‏ الشعب‏),‏ ولاتزال محجوبة برغم صدور‏14‏ قرارا قضائيا لصالح استمرارها‏.
ولا حل لذلك الاشكال الا برفع وصاية السلطة علي الحياة السياسية‏,‏ عن طريق إلغاء لجنة الأحزاب المبتدعة‏,‏ ليعود الحال إلي ما كان عليه قبل الثورة ـ والمعمول به في مختلف الديمقراطيات ـ بحيث يتم تعويم الأحزاب إذا جاز التعبير‏.‏ فتنشأ بتوافق ارادة الأطراف المعنية‏,‏ ويترك مصيرها للمجتمع‏.‏ وليس أدل علي فساد الدور الذي تقوم به اللجنة من أن كل الأحزاب التي أجازتها سقطت في اختبار الانتخابات التشريعية الأخيرة‏,‏ في حين أن الناجح الوحيد‏(‏ بعد الحزب الوطني بطبيعة الحال‏)‏ كان الإخوان المسلمين الذين لا تعترف لجنة الأحزاب بشرعيتهم‏.
لقد شعرت بالحزن والغيرة حين وجدت وسائل الاعلام تتحدث عن خمسة مرشحين أقوياء لخلافة شارون بعد غيابه عن الساحة‏,‏ إذ حين أدرت البصر من حولي حضرني بيت الشعر الذي يقول‏:‏ أني لأغمض عيني ثم أفتحها ... علي كثير ولكني لا أري أحدا .

عن الاستفزاز الدنماركى: تعليق شيخ الازهر اكثر استفزازا

قال الدكتور محمد سيد طنطاوي للسفير الدانمركي: "إن الإساءة إلى الأموات بصفة عامة تتنافى مع المبادئ الإنسانية الكريمة، سواء كانت هذه الإساءة إلى الأموات من الأنبياء أو الصالحين أو السياسيين وغيرهم ممن فارقوا الحياة".
وأردف شيخ الأزهر أنه "يرفض الإساءة إلى الرسول لأنه فارق الحياة، وأن الأمم العاقلة الرشيدة تحترم الذين انتهت آجالهم وماتوا".
وأضاف أن "ذلك هو ما تقتضيه العقول الإنسانية السليمة، وفي الوقت نفسه نحن نقدس الحرية، ولكن ينبغي أن تكون في حدود ما أباحته القوانين والشرائع".
كان هذا هو تعليق طنطاوى على ما نشرته صحيفة دنماركية من اساءة للرسول , و لكن تعقيب المفتى اعاد للامور نصابها
أما مفتي مصر الدكتور علي جمعة فقال خلال لقائه أيضاً بسفير الدانمرك: إنه "لا يمكن القول بأننا نرفض الإساءة للرسول لأنه مات وفارق الحياة؛ لأن الرسول لا يزال حيا في قلوب المسلمين، ويقتدون به في حياتهم اليومية".
وأردف إن "كل مسلم من بين المليار وثلاثمائة مليون مسلم على مستوى العالم يعد امتدادًا في الوقت الراهن للرسول، ولا ينبغي مطلقا الإساءة للأنبياء والصالحين، أو ازدراء الأديان السماوية".
وأكد أنه "لا يمكن مساواة الأنبياء والصالحين وغيرهم من البشر برجال السياسية لأن الأنبياء معصومون من الخطأ، ولا ينبغي الإساءة إليهم أو مساواتهم بغيرهم من البشر بحجة أنهم جميعا أموات".
نقلا عن اسلام اون لاين بتاريخ 23/1/2006

٢٢ يناير ٢٠٠٦

مجزرة قرية شمس الدين ... تحديث

مصراوى-22/1/2006
كشفت مصادر أمنية عن مفاجأة كبيرة في قضية مذبحة الصعيد التي راح ضحيتها 10 أفراد وجدت أعضاؤهم متناثرة في عزبة شمس الدين حسبما ذكرت جريدة الوطن
وقالت المصادر إن السلطات الأمنية ألقت القبض على تشكيل عصابي يضم ضباط شرطة برتب كبيرة ومشعوذا مغربيا أثناء محاولة التنقيب عن آثار فرعونية في قرية بيلا الملاصقة لعزبة شمس الدين.
وتبعا للمصادر ذاتها يشتهر المشعوذ المغربي المضبوط باستخدام الأعضاء الآدمية والدماء البشرية في البحث عن الكنوز وهو الأمر الذي دفع المحققين للربط بين التشكيل والمذبحة.
ويزيد من احتمال صحة هذا الربط ما ذهب إليه تقرير الطب الشرعي من صعوبة إمكانية قيام شخص واحد بارتكاب المذبحة بهذه الدقة والحرص على استخراج أعضاء بشرية دقيقة دون تشويه، الأمر الذي يلزمه ساعتان لتشريح جثة واحدة.
أمام ذلك فتحت الجهات المختصة ملف استخدام الشعوذة في استخراج الآثار الفرعونية، فيما رفض مجلس الشعب تبريرات وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي للحادث خاصة ما ذهب إليه من أن شخصا معتوها اعترف بارتكاب الجريمة.

إهانة نبي الإسلام تجدد السؤال: من يكره من؟

فهمي هويدي-الشرق الاوسط 18 / 1 / 2006
صدمة الرسوم الدنماركية الفاحشة التي أهانت نبي الإسلام وسخرت منه وحطت من شأن كل ما يمثله، ينبغي ألا تمر من دون أن نتوقف عند وقائعها ونستخلص دروسها، لأنها تشكل نموذجاً للكيفية التي تتعامل بها بعض الحكومات والنخب في الغرب مع الإسلام، وللكيفية التي ترد بها الأطراف الإسلامية على الإهانات التي توجه إلى عقيدتهم ونبيهم.
خلاصة الوقائع على النحو التالي: في الثلاثين من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي نشرت صحيفة «يولاندز بوسطن»، وهي من أوسع الصحف اليومية انتشاراً في الدنمارك، 12 رسماً كاريكاتورياً للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، أقل ما توصف بها أنها بذيئة ومنحطة إلى أبعد الحدود، ومع الرسوم نشرت الصحيفة تعليقاً لرئيس تحريرها عبر فيه عن دهشته واستنكاره إزاء القداسة التي يحيط بها المسلمون نبيهم، الأمر الذي اعتبره ضرباً من «الهراء الكامن وراء جنون العظمة»، ودعا الرجل في تعليقه إلى ممارسة الجرأة في كسر ذلك «التابو»، عن طريق فضح ما اسماه «التاريخ المظلم» لنبي الإسلام، وتقديمه إلى الرأي العام في صورته الحقيقية (التي عبرت عنها الرسوم المنشورة).
كان لنشر الصور الكاريكاتورية وقع الصاعقة على المسلمين الذين يعيشون في الدنمارك (180 ألف نسمة، يمثلون حوالي 3% من السكان البالغ عددهم 5.4 مليون شخص)، كما كان له نفس الصدى في أوساط ممثلي الدول الإسلامية في كوبنهاجن، فعقد 11 دبلوماسياً منهم اجتماعاً بحثوا فيه الأمر، وقرروا مطالبة الصحيفة بالاعتذار للمسلمين عن إهانة نبيهم، ولكن رئيس تحريرها رفض الاعتذار، فطلبوا مقابلة رئيس الوزراء الدنماركي لإبلاغه باحتجاجهم على نشر الصور، فرفض مقابلتهم بدوره، وأبلغهم من مكتبه بأن الأمر يتعلق بحرية التعبير التي لا تتدخل فيها الحكومة، وقيل لهم إن بوسعهم اللجوء إلى القضاء إذا أرادوا.
حين علم بالأمر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور اكمل الدين احسان أوغلو، فإنه وجه خطابات إلى رئيس وزراء الدنمارك والمسؤولين في الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي دعاهم فيها إلى التدخل لوقف حملة الكراهية ضد المسلمين، واتخاذ موقف حازم إزاء الإهانات التي توجه ضد نبيهم، وكان محور الردود التي تلقاها ـ خصوصاً من رئيس الوزراء الدنماركي ـ أن قضية حرية التعبير تمثل ركناً أساسياً في الديمقراطية الدنماركية، الأمر الذي اعتبر رفضاً لاتخاذ موقف إزاء الحملة، في الوقت ذاته تحرك سفراء الدول الإسلامية في جنيف، وقدموا شكوى إلى مفوضية حقوق الإنسان في العاصمة السويسرية، اعتبروا فيها موقف الصحيفة الدنماركية محرضاً على العنصرية والكراهية للمسلمين، فقررت المفوضية تحري الأمر وإعداد تقارير عن الموضوع يفترض أن ينتهي إعدادها يوم 24 من الشهر الحالي.
أدرجت المسألة ضمن جدول أعمال القمة الإسلامية التي عقدت في مكة في السابع من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وبناء على ذلك عبرت إحدى توصيات المؤتمر عن القلق إزاء الحملات الإعلامية المسيئة إلى الإسلام ونبي المسلمين، وأشارت إلى مسؤولية جميع الحكومات عن ضمان احترام الديانات المختلفة، وعدم جواز التذرع بحرية التعبير للإساءة إلى الأديان والمقدسات.
بعد ثلاثة أشهر من التجاهل والصمت، وفي أعقاب التفجيرات التي حدثت في لندن، علق على قضية الرسوم الكاريكاتورية المفوض العدلي بالاتحاد الأوروبي فرانكو فراتيني، قائلاً إن نشرها لم يكن تصرفاً حكيماً، باعتبار أنه من شأن ذلك أن يشيع الكراهية ويشجع على التطرف في أوروبا.
بينما الرسائل يتم تبادلها بين الأطراف المختلفة، انتقد 22 سفيراً دنماركياً، أغلبهم عملوا في البلاد العربية موقف حكومة بلادهم من المسألة، وقام وفد من مسلمي الدنمارك يمثلون 21 مركزاً إسلامياً ومنظمة بزيارة إلى القاهرة، التقوا خلالها شيخ الأزهر والأمين العام لجامعة الدول العربية، وانتقد وزراء خارجية الدول العربية سلبية الحكومة الدنماركية إزاء الإهانة التي لحقت بنبي الإسلام، ووجد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أنه لا مفر من اتخاذ موقف عملي يوصل رسالة الاحتجاج والغضب إلى حكومة الدنمارك، التي تعاملت مع الحدث بقدر لافت للنظر من عدم الاكتراث واللامبالاة، ولذلك قرر إعلان مقاطعة المنظمة لمشروع دنماركي، يتمثل في إقامة معرض كبير تحت عنوان «انطباعات عن الشرق الأوسط» تغطي حكومة كوبنهاجن جزءاً من تكاليفه، ويفترض أن تسهم الدول العربية (الخليجية) في تغطية بقية النفقات .
وبعث الدكتور اكمل الدين أوغلو رسالة بهذا المعنى إلى الجهة المعنية في كوبنهاجن، أبلغها فيها بأن منظمة المؤتمر الإسلامي طلبت من كل الأعضاء مقاطعة المشروع، احتجاجاً على موقف بلادهم الرسمي من إهانة نبي الإسلام. أخيراً، في أعقاب كل تلك التطورات، تطرق رئيس وزراء الدنمارك إلى الموضوع في بيان رأس السنة الميلادية، الذي بثه التلفزيون قال فيه إن حكومته تدين أي تعبير أو تصرف يسيء إلى مشاعر أية جماعة من الناس، استناداً إلى خلفياتهم الدينية أو العرقية، وبهذه الإشارة المخففة، تصور الرسميون في كوبنهاجن أنه تمت تسوية الأمر، في الوقت الذي بدا فيه لكل ذي حس سليم أن الجرح أكبر وأعمق بكثير من أن يداوى بكلمات عامة وخجولة من ذلك القبيل.
من ناحية أخرى، كانت بعض المنظمات الإسلامية في الدنمارك قد رفعت قضية ضد الصحيفة التي تبنت الإساءة البذيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، ولكن المدعي العام رفض القضية معتبراً أن نشر الرسوم الكاريكاتورية تم في إطار حرية التعبير التي يحميها القانون، وفي حين اختص رئيس تحرير صحيفة «يولاندز بوسطن» بالقرار، فإن صدوره شجع صحيفة مسيحية محافظة أخرى في الترويج «مجازينت» على إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية الاثني عشر، ومن ثم الترويج لحملة السخرية البذيئة من نبي المسلمين ودينهم.
ولا يزال الملف مفتوحاً، حيث قدم مسلمو الدنمارك طعناً في قرار المدعي العام، وثمة مشاورات حول الموضوع ما زالت جارية بين ممثلي الدول الإسلامية في جنيف ولدى منظمة اليونيسكو، وليس معروفاً بعد كيف سيكون موقف ممثلي تلك الدول من المسألة.
إن ما يثير دهشتنا واستياءنا ليس فقط أن يتطاول شخص أو منبر إعلامي على نبي الإسلام ومقدسات المسلمين، فالمتعصبون والموتورون والحاقدون والمغرضون، موجودون في كل مجتمع، وهم كثر في الغرب، خصوصاً إذا ما تعلق الأمر بالشأن الإسلامي، ومن أسف أن أصوات هؤلاء طغت على أصوات العقلاء والمنصفين من مثقفي الغرب، لكن ما يثير الدهشة والاستياء أيضاً وبدرجة أكبر هو مسلك الحكومة والقضاء في الدنمارك، حيث يفترض أن تتنزه مواقفهما عن الهوى والغرض، وأن يكون تعبيرهما أكثر التزاماً بمعايير الإنصاف وبمقتضيات المصلحة العامة.
فليس صحيحاً أن السخرية والطعن في نبي الإسلام ورموز المسلمين يعد من قبيل ممارسة حرية التعبير، لأن الذي تعلمناه في دراسة القانون أنه لا توجد حرية مطلقة إلا فيما يخص حرية الاعتقاد والتفكير، أما التعبير فهو سلوك اجتماعي يرد عليه التنظيم في أي مجتمع متحضر، وعند فقهاء القانون في النظام الأنجليسكسوني وفي النظم اللاتينية، فضلاً عن الشريعة الإسلامية، فإن حرية التعبير يسبغ عليها القانون حمايته طالما ظلت تخدم أية قضية اجتماعية، ولا تشكل عدواناً على الآخرين، وللمحكمة الدستورية العليا في الولايات المتحدة أحكام متواترة بهذا المعنى .
والعبارة المتكررة في تلك الأحكام تنص على أن حماية حرية التعبير تظل مكفولة طالما تضمنت حداً أدنى من المردود الاجتماعي النافع، ونصها بالإنجليزية كما يلي: A minimum of social redeaming value إن كل القوانين تجرم سب الأشخاص والقذف في حقهم، حيث لا يمكن أن يعد ذلك نوعاً من حرية التعبير، لأن السب في هذه الحالة يعد عدواناً على شخص آخر، ومن ثم فأولى بالتجريم سب نبي الإسلام الذي يؤمن بنبوته ورسالته ربع سكان الكرة الأرضية، وحين حدثت في الأمر الدكتور أحمد كمال أبوالمجد وهو خبير قانوني دولي، أيد ما ذكرت وأضاف أنه حتى إذا سلمنا بأنه لا توجد نصوص في التشريعات الدنماركية تعاقب على سلوك الصحيفة المشين، فإن هناك التزاماً أخلاقياً وسياسياً يفرض على المسؤولين في الدولة إدانة ذلك المسلك، انطلاقاً من الحرص على حماية المعتقدات الدينية ودفاعاً عن فكرة التعددية الثقافية.
إضافة الدكتور أبوالمجد بأن عدم اتخاذ موقف صريح وحازم من جانب حكومة الدنمارك إزاء الطعن في نبي الإسلام يفتح الباب لشرور كثيرة، من بينها فتح الأبواب واسعة لإشعال حروب ثقافية لا مصلحة لأحد فيها، الأمر الذي يهيئ المناخ لإحلال القطيعة بين الشعوب والثقافات محل التواصل، والصراع محل التعاون، وليس معقولاً أن يكون ذلك ما تسعى إليه حكومة الدنمارك.
إن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو: لماذا لا تعلن حكومات الدول الإسلامية استهجانها واستنكارها لموقف حكومة الدنمارك بشكل صريح وحازم، أسوة بموقف منظمة المؤتمر الإسلامي التي دعت إلى مقاطعة المؤتمر الدنماركي عن الشرق الأوسط، ذلك أن مثل ذلك الطعن الجارح إذا وجه إلى أي رئيس دولة في منطقتنا لقامت الدنيا ولم تقعد، ولسحب السفير وتهددت العلاقات الدبلوماسية فضلاً عن المصالح الاقتصادية للقطيعة، فهل نستكثر على نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام أن نغضب لشخصه ولكرامته بما هو دون ذلك بكثير؟ وألا يخشى إذا استمر الصمت الرسمي في العالمين العربي والإسلامي، أن يخرج علينا من يطرح العنف بديلاً عن المعالجة الدبلوماسية الرصينة، فيفتي مثلا بإهدار دماء محرر الصحيفة الدنماركية ورساميها، وتكون هذه شرارة فتنة جديدة لا يعلم إلا الله مداها؟
أخيراً فإن الواقعة تجدد سؤالاً آخر طالما طرحناه حينما كان يفتح باب الحديث عن عداء المسلمين المزعوم للغرب، هو: من حقاً يكره من؟

٠٣ يناير ٢٠٠٦

الغموض الرهيب فى مجزرة قرية شمس الدين

المحيط-انجى الخولى
"أشارت المعاينات إلي أن السفاح باغت الضحايا في أثناء نومهم بطريقة فجائية‏,‏ ولم يكن أمامهم فرصة للاستغاثة أو السيطرة علي القاتل المتوحش الذي راح يمثل بجثث قتلاه بطريقة عبثية وحشية‏,‏ حيث تبين ذبح جميع الضحايا من الرقبة باستخدام آلة حادة بطريقة واحدة وشق بطونهم بالأداة نفسها‏,‏ ثم الضرب بعنف علي مؤخرة الرأس من خلال سنجة أو ساطور‏,‏ فضلا عن استئصال أعضاء الذكورة بطريقة متماثلة‏,‏ والعبث بالاعضاء التناسلية للسيدات‏."
"أكد الأهالي أن الضحايا من ذوي السمعة الحسنة، ولا تجمع بينهم صلة قرابة، وأن الخيط الوحيد الذي كان يجمعهم هو صلاة الفجر"
"أثناء معاينة رجال المباحث لأماكن الحادث وبجوار جدار المنزل الثانى عثر على " فردة حذاء " تبدو جديدة ملقاة بالقرب من محول كهرباء فالتقطها رجال المباحث حيث بدا وجودها غريب وليس هناك ما يدعو الى القائها "
"أهالى العزبة يتحدثون عن مشعوذ كان يزعم تحضير الجان وانه يستطيع إخراج الكنوز من منازل الفلاحين وتردد على منازلهم بعد ان انتشرت بالعزبة ظاهرة البحث عن الكنوز الوهمية من فترة طويلة ، ووقعت بسببها عدة حوادث ، وكان المشعوذون يستخدمون الاطفال المذعورين فى طقوسهم كما يستخدمون الطيور المذبوحه "

العربى الناصرى-صالح رجب
"أهالى عزبة شمس الدين رفضوا تلقى العزاء فى القتلى وألمح بعضهم إلى قضية حدثت فى قرية مجاورة لهم تسمى كديس منذ أربع سنوات حيث قتل مسيحيان مسلمين ومثلوا بهم إلا أن المسلمين سرعان ما ثأروا لأنفسهم وبرر أهالى القرية هذا الاتجاه بعدم وجود رابط أسرى بين الضحايا مما ينفى الثأر أو القتل لحماية العرض كما لم تتم سرقة أى متعلقات بالضحايا بالإضافة إلى البشاعة التى تم ارتكاب الجريمة بها ووجود الحمام المذبوح دلالة على انتهاء السلام بين المسلمين والمسيحيين مقابل ذلك رفض كبار القرية هذا الاتجاه مؤكدين أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين يسودها الود والمحبة "
"علمت العربى أن الجهات الأمنية تدرس ملف المسيحيين خاصة أن مدينة بنى مزار التى تنتمى إليها القرية تتميز بتواجد قبطى مكثف يصل إلى 60% من سكانها فيما عدا تلك القرية التى لا يوجد بها سوى منزل أسرة واحدة مسيحية وأعادت القضية إلى الأذهان الإرهاب فى محافظة المنيا فى الأعوام من 93 إلى 99 والتى راح ضحيتها 882 ضابط شرطة وأكثر من 2000 من المواطنين وهى الفترة التى أقيل بسببها وزير الداخلية المصرى الأسبق عبدالحليم موسي"
"ودلائل الحادث إلى أن تنفيذ المجزرة تم بعد منتصف الخميس الماضى بعزبة شمس الدين حيث تسلل الجناة والذين ربما شكلوا مجموعات انتقامية واقتحموا المساكن الثلاثة فى غفلة وتسللت كل مجموعة إلى أحد المنازل المستهدفة وفى توقيت واحد تقريبا أجهزوا على أفراد الأسر الثلاث بآلات حادة وقتلوا كل من وجدوا أمامهم ومثلوا بالجثث وانتزعوا أعضاءهم التناسلية."

المصريون
"فجر تقرير الطب الشرعي حول المجزرة التي راح ضحيتها عشرة أشخاص في عزبة شمس الدين بمحافظة المنيا ، العديد من المفاجآت ، مؤكداً على أن الجريمة قام بها أشخاص متخصصون في الجراحة والتشريح .وقال التقرير إن قطع أعضاء الذكورة من المتوفين تم بطريقة فنية لا يقوم بها شخص عادي غير متمرس على العمليات الجراحية، مؤكداً أن الجريمة ارتكبها أكثر من فرد في وقت واحد.وأوضح التقرير أن عملية الاستئصال اختلفت من شخص إلى آخر، كما بدأ شق البطن من الجانب الأيسر في جميع الجثث وهي خلفية طبية معروفة ، كما كشف التقرير أن الجناة رشوا مادة مخدرة محدودة على وجوه الضحايا، وأنهم قاموا بتقطيع الجثث بتركيز شديد، دون تسرع."

٠٢ يناير ٢٠٠٦

الحكومة الجديدة وتدشين لحقبة حكم رجال الأعمال

نقلا عن المصريون 31/12/2005
التشكيلية الوزارية الجديدة عززت وجود رجال الأعمال المقربين من جمال نجل الرئيس الذين ارتفع عددهم من اثنين إلى ستة ، وباتوا يشغلون خمس الحقائب الوزارية ، لكن نفوذهم يتجاوز ذلك باعتبار أنهم سيطرون على وزارات المجموعة الاقتصادية بشكل كامل .
وتضم التشكيلة الجديدة أربعة من كبال رجال الأعمال في مصر وهم وزير الصحة حاتم الجبلي الذي يملك اكبر مستشفى خاص في مصر (دار الفؤاد) وله نشاطات تجارية متعددة ووزير النقل محمد منصور وهو واحد من اكبر الأثرياء ويملك توكيل "جنرال موتوز" للسيارات في مصر وتوكيل مطاعم ماكدونالدز ومشاريع تجارية في مجالات عدة ووزير السياحة زهير جرانة وهو من اكبر المستثمرين في هذا المجال ووزير الزراعة أمين أباظة الذي يعد من اكبر مصدري القطن المصري.
وبقي اثنان آخران من كبار رجال الأعمال في التشكيلة الجديدة هما وزير الصناعة والتجارة رشيد احمد رشيد ووزير الإسكان احمد المغربي الذي كان وزيرا للسياحة في الوزارة السابقة.
وبرر نظيف تعزيز وجود رجال الأعمال في الحكومة الجديدة برغبته في تشجيع الاستثمار في مصر إلا أن إسناد وزارتي خدمات (الصحة والنقل) إلى اثنين منهما أثار انتقادات من المعارضة المصرية.