محمد جمال عرفة-اسلام اون لاين 13/2/2006
كشفت تصريحات وفد قادة حماس خلال زيارتهم لعدد من العواصم العربية -خاصة القاهرة- عما يمكن أن نطلق عليه "خطة حماس للحكم"، وعكست هذه التصريحات أن قادة الحركة كانوا مستعدين لهذا الأمر، حسبما أكد د. موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس.
الإصلاح الداخلي وقيادة الشئون الداخلية
- السعي لاستكمال (المشروع الوطني الفلسطيني) والبناء على ما بنته منظمة التحرير وحركة فتح منذ توقيع اتفاقات أوسلو وانتهاج النهج السلمي في حل قضية فلسطين مع السعي لإعادة بناء هذا المشروع وتصويب عيوبه، مثل ضرورة تغيير قواعد تأسيس المنظمة القديمة القائمة على تخصيص "كوتة" لكل فصيل، بحيث يكون تشكيل قيادة المنظمة بالانتخاب الحر المباشر، ويتم ضم القوى الاجتماعية والسياسية الجديدة للمنظمة وعدم قصرها على الفصائل فقط.
- بناء المجتمع الفلسطيني وترتيب البيت الداخلي من خلال طرح أجندة حوار واتفاق وطني وتشاور مع كافة القوى والفصائل بحيث يكون القرار الفلسطيني جماعيا وليس فرديا، وإنهاء مظاهر الفلتان الأمني، مع التركيز على البناء الصناعي والزراعي وإنهاء سيطرة الاقتصاد الإسرائيلي على الفلسطيني، وبناء الفرد والأخلاق بحيث تكون مرجعية هذا المشروع مستندة إلى التراث الحضاري الإسلامي والعربي.
- تشكيل حكومة تكنوقراط فنية، لا حكومة سياسية بحيث يكون هدفها الرئيسي هو البناء الداخلي واستخدام الكفاءات والشخصيات المشهود لها بالنزاهة في تلبية متطلبات الشعب الفلسطيني، ومنع الفساد والتداول السلمي للسلطة وتعزيز الأخلاق المستمدة من حضارتنا كأمة عربية وإسلامية.
- ضمان التوزيع العادل للمساعدات والمنح الدولية والعربية، وإنهاء الوساطات والمحسوبيات والرشاوى والإتاوات التي كان يذهب إليها جزء ليس بالقليل من هذه المساعدات تحت بنود فساد كثيرة، مع تفعيل أسلوب حماس الاجتماعي في توزيع المساعدات.
- توجيه الاقتصاد الفلسطيني بحيث يعتمد على موارده الذاتية وعلى مصادر أخرى عربية (دور كبير لمصر في هذا الصدد بعد تحرير غزة)، بهدف وقف الاعتماد على الاقتصاد الإسرائيلي ورهن الحكومة المقبلة لضغوط تل أبيب.
- السعي لحل مشكلة الأجهزة الأمنية من خلال خطة تقوم على توزيع هذه الأجهزة بين مجلس الوزراء (الداخلية والدفاع المدني والأمن الوقائي)، والرئاسة ( المخابرات والأمن الرئاسي)، مع تعهدات واضحة بعدم إقصاء أي مسئول أمني أو تصفية حسابات قديمة مع المسئولين السابقين.
الشئون الخارجية والتفاوض والاعتراف
- التغلب على مسألة مطالبتها بالاعتراف بإسرائيل، بالسعي إلى ضم الحركة (حماس) لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبار أن المنظمة هي الجهة المنوط بها رسميا إدارة عملية المفاوضات مع إسرائيل.وضمن هذه الخطة السعي -من خلال المفاوضين الذين سيتحدثون باسم المنظمة وسيكون لحكومة حماس دور إرشادي لهم- لتحسين شروط التفاوض مع الدولة العبرية من خلال المنظمة أو طرح هدنة طويلة أو بمعنى آخر "سلام مرحلي" مقابل انسحاب إسرائيلي لحدود 1967
- وضع إستراتيجية للتعامل مع العالم خصوصا العالم العربي والإسلامي والسعي لاستبدال المساعدات العربية والإسلامية بالمساعدات الأجنبية في حالة قطع هذه المساعدات،إضافة إلى خلخلة واختراق المقاطعة الغربية عبر دول أخرى مثل روسيا.
خطة حماس الداخلية والخارجية (النظرية) للحكم وضحت بالتالي، وتبقى تحديات "التنفيذ" هي الأصعب، وهو أمر اعترف قادة حماس بأنه صعب بالفعل، ولكنهم شددوا على أن من كانوا قبلهم ظلوا في السلطة 20 عاما، ولم يحققوا للشعب الكثير على المستويين الداخلي أو الخارجي، فلماذا لا يجربون خيارات أخرى ولماذا لا يجربون حكم حماس؟.